المناشدات الأممية تتعالى لإنقاذ شمال قطاع غزة من خطط التجويع والتهجير الإسرائيلية
تتعالى المناشدات الأممية لإنقاذ شمال قطاع غزة من خطط التجويع والتهجير الإسرائيلية، مناشدات أممية واستغاثات فلسطينية تتعالى بشكل يومي لإنقاذ شمال قطاع غزة من خطط الإبادة الجماعية والتجويع والتهجير الذي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال حصار مطبق تفرضه على الشمال.
خطط التجويع والتهجير الإسرائيلية
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قال إن فريقه الموجود على الأرض في غزة، وثق جرائم مروعة ارتكبت في حق المدنيين في جباليا، لاسيما في بيت لاهيا وتل الزعتر، مجمعات سكنية بالكامل باتت هدفا مباشرا لطيران الاحتلال ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.
المرصد كشف أيضا عن أن عشرات الفلسطينيين من حاولوا الفرار تم استهدافهم بشكل مباشر في بيت حانون وبيت لاهيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، جثامين عشرات الشهداء لاتزال تحت ركام المنازل المهدمة، وأخرى ملقاة على الطرقات، لم تستطع قوات الدفاع المدني الوصول إليها جراء القصف الجوي والمدفعي المستمر.
أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أن إسرائيل لا تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة.
وقال لازاريني، في منشور على منصة «إكس»، يوم الاثنين، إن الفلسطينيين في شمال غزة يخضعون للحصار، مشيرا إلى أن الهجمات الإسرائيلية في المنطقة استهدفت المستشفيات وتركتها دون كهرباء، وحرمت الجرحى من الخدمات الصحية.
كما لفت إلى الازدحام الشديد في مراكز الإيواء التابعة للأونروا بسبب تكثيف إسرائيل لهجماتها.
وذكر أن إسرائيل «تمنع البعثات الإنسانية من إيصال المساعدات ذات الأهمية الحيوية مثل الدواء والغذاء إلى المنطقة»، مشددا على ضرورة السماح للمؤسسات الإغاثية، بما في ذلك «الأونروا»، الدخول إلى شمال غزة.
وأضاف أن «منع المساعدات الإنسانية أو استخدامها كسلاح لتحقيق أهداف عسكرية مؤشر على مدى تدني البوصلة الأخلاقية».
يتصاعد الوضع في شمال قطاع غزة مع دخول العمليات العسكرية الإسرائيلية مرحلة جديدة، تتمثل في ما يُعرف بـ "خطة الجنرالات"، التي تهدف إلى إخلاء المنطقة بالكامل من سكانها والقضاء على أي وجود لحركة حماس هناك.
شمال غزة، الذي يضم مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، يشهد قصفًا جويًا وبريًا عنيفًا منذ السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن تدمير واسع للبنية التحتية وتهديد حياة عشرات الآلاف من السكان.
نداءات استغاثة وتفاقم الأزمة الإنسانية
في الوقت الذي تطالب فيه إسرائيل عشرات الآلاف من الفلسطينيين بمغادرة شمال القطاع، تتوالى نداءات الاستغاثة من السكان الذين يعيشون ما وصفوه بـ"أهوال يوم القيامة".
القصف المستمر حول الأحياء والمنازل جعل العديد منهم عالقين في مناطق النزاع دون أي وسيلة للخروج بأمان.
أحد الشهود، محمد النجار، تحدث عن حالة الهلع التي يعيشها هو وأطفاله بعد سقوط قذائف بالقرب من منزلهم في جباليا، وسط عجزه عن تفقد ما لحق به من أضرار.
ومثله مثل العديد من السكان، نشروا استغاثاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، مطالبين بتأمين ممرات آمنة للخروج من المنطقة، إلا أن التقارير تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل استهداف أي تحركات في المنطقة، حتى للنازحين الذين يحاولون الهروب.
قصف مستمر ودمار شامل
تشير التقارير إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الحالية تستهدف "إرهابيين وبنى إرهابية"، بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
ومع ذلك، يتعرض السكان المدنيون لقصف متواصل من الجو والمدفعية، إلى جانب إطلاق النار من الدبابات والزوارق الحربية.
وأفاد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بأن الجيش الإسرائيلي يفرض حصارًا مشددًا على شمال القطاع، مما أدى إلى منع وصول الإمدادات الأساسية، وترك عشرات الجثث ملقاة في الشوارع دون إمكانية انتشالها بسبب استمرار القصف.
البنية التحتية للمنطقة تعرضت لدمار هائل، حيث تقدر التقارير بأن أكثر من 80% منها تم تدميره نتيجة العمليات العسكرية.
بالإضافة إلى ذلك، يشير جهاز الدفاع المدني إلى أن المستشفيات الرئيسية في شمال القطاع، مثل مستشفى "كمال عدوان" و"الإندونيسي" و"العودة"، تتعرض لضغوط كبيرة، إذ يطالب الجيش الإسرائيلي بإخلائها، مما يهدد بانهيار النظام الصحي بالكامل.