عقب مقتل السنوار.. من يتخذ القرار في حماس؟
تواجه قيادة حماس في قطاع غزة خيارات حاسمة فيما يتعلق بمحادثات وقف إطلاق النار، والرهائن، ومستقبلها في غزة، بعد مقتل قائدها يحيى السنوار.
وفي هذا الصدد، كشف مصدران من حماس لوسائل الإعلام أن فكرة تعيين خلف للسنوار مستبعدة، حتى الآن.
وبحسب "جورزاليم بوست" فإن قيادة حماس، التي تعمل من قطر، كانت قد قررت أن الحركة ستدار على الأقل حتى مارس 2025، من قبل اللجنة الخماسية التي تم تشكيلها في أغسطس بعد اغتيال الزعيم السياسي إسماعيل هنية.
لجنة حماس في قطر
وتضم اللجنة، ومقرها الدوحة، خليل الحية، وخالد مشعل، وزاهر جبارين، ومحمد درويش، وأمين سر المكتب السياسي الذي لم يتم الكشف عن هويته لأسباب أمنية:
كان الحية (63 عاما) نائبا للسنوار وترأس وفد حماس في مفاوضات وقف إطلاق النار.
في مقابلة أجريت معه في أبريل 2024، قال الحية إن حماس مستعدة للاتفاق على هدنة مدتها 5 سنوات على الأقل مع إسرائيل، وأنه إذا تم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على طول حدود عام 1967، فإن الحركة ستحل جناحها العسكري وتصبح حزبا سياسيا.
أما مشعل (68 عاما) فقد شغل منصب الزعيم السياسي للحركة من عام 1996 إلى عام 2017، فهو ليس على علاقة جيدة مع إيران، أو مع حزب الله، ويتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا وقطر.
بالنسبة لجبارين فقد تم إطلاق سراحه في صفقة تبادل أسرى، بعد أن حُكم عليه بالسجن لمدة 35 عاما بتهمة قتل ضابطي شرطة إسرائيليين في الحرم القدسي.
أما درويش، المعروف أيضًا باسم أبو عمر حسن، يشغل منصب رئيس مجلس شورى حماس منذ أكتوبر 2023.
عكست ردود الفعل الأولى على أنباء مقتل السنوار في 16 أكتوبر الأمل في العديد من الأوساط بأن وقف إطلاق النار في غزة وعودة الرهائن كان على بعد خطوة قصيرة، لكن فيما بعد بدا أن مثل هذه التوقعات المباشرة قد تلاشت بسرعة.
كان رد الفعل الأول لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو أن الحرب لم تنته بعد. وقال: "لقد تلقى الشر ضربة قوية، لكن المهمة التي أمامنا لم تكتمل بعد".
ولم تنجح حتى الآن دعوة الغرب المستمرة إلى وقف إطلاق النار ووقف التصعيد.
ورغم سوداوية المشهد، إلا أن اجتماعات الدوحة واقتراح القاهرة المتعلقة بضرورة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار تترك بصيصا من الأمل.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" في 19 أكتوبر، قال السنوار لمفاوضي حماس في قطر إنه إذا قُتل، فإن إسرائيل ستقدم تنازلات.
ومن الواضح أنه لم يكن مخطئا، ففي 21 أكتوبر، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن إسرائيل أشارت مؤخرا للولايات المتحدة إلى أنها مستعدة لتقديم تنازلات لم تكن تعتبر ممكنة في السابق.
مفاوضات الجولة الحالية في قطر
ذكرت صحيفة "يديعوت احرنوت" أن مشكلة جديدة برزت في مفاوضات الجولة الحالية في قطر لوقف النار في غزة تتمثل في سؤال: من يتخذ القرارات لدى حركة حماس بعد اغتيال رئيس حماس يحيى السنوار؟.
وأكدت الصحيفة العبرية أنه "بعد اغتيال السنوار، لا يزال لدى حماس قادة كبار في غزة، مثل قائد لواء رفح محمد شبانة، أو عز الدين الحداد، أو شقيق السنوار محمد، بالإضافة إلى قيادة حماس في الخارج. ومع ذلك، هناك تحديات جديدة أوجدها مقتل زعيم حماس يحيى السنوار في المفاوضات".
أكبر فشل عسكري وسياسي واستخباراتي عرفته إسرائيل
وذكرت "يديعوت أحرنوت" في تقرير لها أن "أكبر فشل عسكري وسياسي واستخباراتي عرفته إسرائيل طوال سنوات وجودها في 7 أكتوبر، لم يتم استبداله حتى الآن بأي سياسة استراتيجية أخرى".
وأوضحت أنه "بعد مرور أكثر من عام على المجزرة (طوفان الأقصى)، لم يقرر المجلس الوزاري المصغر بعد ما يريد رؤيته في قطاع غزة في اليوم التالي: المستوطنات اليهودية، الدول العربية المعتدلة، السلطة الفلسطينية، نظام حماس الضعيف أو أي خيار آخر ... لا يوجد حل حاسم".
قالت الصحيفة أن الضغط العسكري في عملية رفح فشل بتحرير الأسرى الإسرائيليين، وأكدت "رغم حقيقة أنه لم يتم الإعلان رسميا عن وقف إطلاق النار، وخاصة بعد اغتيال يحيى السنوار، إلا أن المناورة العسكرية في معظم أنحاء قطاع غزة قد انتهت عمليا، دون أن تحصل إسرائيل على أي شيء في المقابل".
وتشير الصحيفة إلى أن حماس عادت للنشاط في مناطق شمال غزة برعاية من السكان.
وتقول: "تم إبلاغ الجنود الإسرائيليين بالفعل أنهم سيعودون للقتال في قطاع غزة طوال عام 2025 أيضا".
وتضيف "انهيار نظام حماس لن يحدث إذا لم يكن هناك نظام بديل.. ومن الناحية العملية، تتسبب تصرفات المستوى السياسي في بقاء نظام حماس في غزة .. في غياب هدف رسمي لليوم التالي".
وتقول "يديعوت أحرنوت" أنه "في مدينة كبيرة مثل خان يونس، على سبيل المثال، هناك علامات على أن حماس تتعافى أكثر مما هي عليه في شمال قطاع غزة.."، مشيرة إلى أن الناس في المناطق التي لا توجد فيها حماس يطالبون بعودتها لـ"فرض القانون والنظام".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد، إنه "من أجل القيام بواجبنا المتمثل في إعادة المختطفين إلى منازلهم، سيتعين علينا تقديم تسويات مؤلمة".