الحرب السيبرانية الصينية الأمريكية لا تزال مستمرة.. "إعصار الملح" المسمى الجديد
حظي الأمن السيبراني على اهتمام كبير خلال الفترة الأخيرة، والذي ينص على أن أمن الفضاء المعلوماتي جزءً أساسيًا من الاقتصاد، وتضع الدولة أولوية قصوى للأمن بمفهومه الشامل والأمن السيبراني.
المعركة السبيرانية الملتهبة بين الولايات المتحدة والصين، وإعصار الملح الذي يشكل تهديدا خطرا على السياسات الأمريكية، “إعصار الملح”، ولا تزال الحرب السيبرانية الصينية الأمريكية مستمرة.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن استعداد لجنة حكومية أمريكية لبدء تحقيقات تتعلق باكتشاف ثغرات أمنية سمحت لقراصنة صينيين باختراق العديد من شبكات الاتصالات الأمريكية للتجسس على المرشح الجمهوري دونالد ترامب وكذلك حملة المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس ومسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية بما فيهم تشاك شومر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ.
وتشير التقارير إلى أن المتسللين الصنيين تمكنوا من اختراق أنظمة شركات الاتصالات الكبرى « فيرايزون» ما أتاح لهم الوصول إلى معلومات حساسة بالإضافة إلى تسجيلات صوتية من محدثات هاتفية لعشرات الشخصيات الأمريكية.
وتكشف التحقيقات الجارية عن ضحايا جدد في صفوف الحزبين الجمهوري والديمقراطي على السواء، هجمات إعصار الملح بحسب المسمى الأمريكي لم تتوقف عند استهداف الهواتف فحسب، بل امتدت لتشمل أنظمة مستخدمة لتتبع طلبات قانونية للتسلط على مكالمات هاتفية، مما يبرز مستوى التعقيد والدقة في هذه العملية.
بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، وقبل 8 أيام من انطلاق الانتخابات الأمريكية، شهدت الساحة الأمريكية جدلًا واسعًا بشأن قيام مزاعم قراصنة صينيون بجمع تسجيلات صوتية من مكالمات هاتفية لشخصيات سياسية أمريكية، وأن هناك مزاعم بأن القراصنة جزء من مجموعة تابعة للصين أطلق عليها باحثون أمريكيون اسم “Salt Typhoon”، وتمكنوا من جمع أصوات لعدد من المكالمات كجزء من عملية تجسس واسعة النطاق بدأت قبل عدة أشهر.
وأكدت المصادر للصحيفة الأمريكية، أن هناك تحقيقًا فيدراليًا جار لمعرفة ما حدث، وأشار إلى أن أحد الأشخاص الذين جرى التجسس على المكالمة، هو مستشار حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الحكومة الأمريكية تسعى إلى تحديد مقادر التسجيلات والمكالمات التي يمتلكها القراصنة، كما تمكنوا من الوصول إلى اتصالات غير مشفرة، بما في ذلك الرسائل النصية، للمسؤولين.
ويزيد تطور الاختراقات والجدل المثار حولها من مدى التغلغل الغربي في الانتخابات الأمريكية المرتقبة، ويواصل مكتب التحقيقات الفيدرالي «FBI» والوكالات الأمريكية الأخرى التحقيق في مدى الاختراق وطبيعة حملة التجسس.
وتأسيس المجلس الأعلى للأمن السيبراني، ليترجم هذا الاهتمام بقرار من رئاسة الوزراء وبرئاسة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بجانب صدور قوانين حماية البيانات الشخصية و مكافحة جرائم تقنية المعلومات، ومن قبله إنشاء المركز الوطني للاستعداد للطوارئ، أشار إلى إعطاء أهمية لقطاع الأمن السيبراني وتنمية البنية التحتية التكنولوجية مع الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة، وبلورة برامج تدريبية للعاملين للتعامل مع ملف الأمن السيبراني، وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية بهذا الشأن.
وتم الإنتهاء من إعداد نسخة جديدة من الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني لتوفير البيئة الآمنة لمختلف القطاعات وتوحيد الرؤيا الوطنية من أجل التصدي للهجمات السيبرانية، ولقد تم توقيع عدد من الاتفاقيات مع العديد من الجهات الدولية وذلك لإيماننا بأهمية التكاتف وتوحيد الرؤى للتصدي للهجمات السيبرانية.