الجزائر تدعو أطراف النزاع بالسودان لوقف إطلاق النار
قال ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، إن تدهور الوضع مستمرٌّ في السودان و”تداعياته الإنسانية الكارثية متواصلة على المدنيين الأبرياء الذين يدفعون ثمنا باهظا لهذا النزاع الفتّاك، حيث تُستهدف النساء والفتيات والأطفال يوميا في فظائع لا توصف”، مؤكدا أن الأحداث الأخيرة في ولاية الجزيرة “تشكّل حلقة قاتمة في هذا المسلسل”.
وأبرز بن جامع أنه رغم خطورة الأوضاع في الميدان، إلا أن “المجتمع الدولي عجز عن إحداث أي تقدّم في جهود السلام بالرغم من الدعوات الكثيرة والقرارات المتخذة”.
وأوضح المتحدث ذاته أن مجموعة “A3+” ترى أنه “ينبغي أن تبقى حماية المدنيين أولويتنا”، داعيا الأطراف إلى “الاتفاق دون تأجيل على وقف لإطلاق النار، وذلك لتمهيد الطريق لعملية سياسية هادفة ولضمان حماية المدنيين في السودان”.
وأضاف أن وقف إطلاق النار على المستوى المحلي أو الوطني يستوجب من الأطراف “إرادة سياسية قوية”، مشيرا إلى أن “هذه الإرادة يمكن أن تنشأ من خلال خطوات صغيرة ومبادرات بناء الثقة، ومن ثَمّ فإن عقد جولة ثانية من مباحثات غير مباشرة، على غرار تلك التي جرت في يوليو في جنيف، يمكن أن يشكّل إطارا ملائما لبناء الثقة بين الأطراف”.
كما شدّد بن جامع على أنه من الأهمية بما كان منح جهود السلام كل الفرص للنجاح، لافتا إلى “ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الديناميات والواقع في الميدان. أي جهد يبذله هذا المجلس لدعم حماية المدنيين سيحتاج إلى صون الجهود الحالية للسلام، كما ينبغي أن ننشئ زخما ملائما لإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، أي خطوات ينبغي أن تُتّخَذ بكل حصافة وبالتنسيق مع العلميات الجارية”.
وشدّد بن جامع على أن حماية المدنيين في الظروف الحالية تستوجب تحسين الأوضاع الإنسانية، مرحِّبًا بالتدابير التي اتخذتها حكومة السودان، مؤخرا، ولاسيما القرار الؤي اتُّخذ بالتشاور مع أطراف سودانية أخرى بتيسير العمليات الإنسانية الجوية عبر جنوب كردفان.
ومن هذا المنطلق، أكد أهمية الإبقاء على هذه التدابير لضمان وصول المساعدة الدولية لكل من يحتاج إليها من السكان المتأثرين، داعيا المجتمع الدولي إلى “مواصلة زيادة الدعم المقدم لخطة الاستجابة الإنسانية والجهود التي تبذلها حكومة السودان للاستجابة لهذا الوضع المروّع في الميدان”.
وأبرز السفير بن جامع أهمية توقف الهجوم على الفاشر وولاية الجزيرة والتمسك بالقانون الإنساني الدولي، واحترام مبادئ حقوق الإنسان، مضيفا أن “عدم الامتثال لأي مدونة سلوك من طرف هذه القوات أمر يبعث على بالغ القلق”.
وفي السياق، قال: “نغتنم هذه الفرصة لنكرر دعوتنا للأطراف الخارجية للامتناع عن تغذية هذا النزاع واحترام القانون الدولي”، مشيرا إلى أن “استمرار التدخل الأجنبي في النزاع السوداني من أهم العوامل التي أدت إلى إخفاق جهود السلام جميعا”.
وختم عمار بن جامع بالإشارة إلى أنه من الضرورة بما كان دعم مبادرات السلام التي تنفذ بنية حسنة على المستويين الإقليمي والدولي، مردفا أنه “ينبغي أن يبقى تنسيق الجهود هدفنا المشترك مع صون الدور المركزي الذي يضطلع به كل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي”، كما جدد دعوة الأطراف السودانية إلى “إعلاء مصلحة بلدهم وجعلها فوق أي اعتبارات أخرى”.
ودعت مجموعة “A3+”، مساء اليوم الثلاثاء، بنيويورك، أطراف النزاع في السودان إلى “الاتفاق دون تأجيل” على وقف لإطلاق النار من أجل تمهيد الطريق لعملية سياسية هادفة وضمان حماية المدنيين في البلاد.
وجاء ذلك في بيان مجموعة “A3+” التي تضم الدول الإفريقية الثلاث وتحظى بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الأممي (الجزائر، سيراليون وموزمبيق)، بالإضافة إلى جمهورية غيانا من منطقة البحر الكاريبي، تلاه ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، خلال جلسة رفيعة المستوى حول الوضع في السودان.