مباحثات مشتركة بين البرهان والمبعوث الأميركي حول تشكيل حكومة مدنية في السودان
التقى المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو، الاثنين، قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، في أول زيارة يقوم بها إلى البلاد منذ أبريل (نيسان) 2023.
وتركزت المناقشات «الصريحة والطويلة» في بورتسودان (شرق) على البحر الأحمر، حول المساعدات الإنسانية وسبل إنهاء الحرب، بحسب مكتب قائد الجيش.
وتزامنت زيارة المبعوث الأميركي مع استخدام روسيا حقّ النقض لإسقاط مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية أن بيرييلو «أجرى حواراً صريحاً مع المسؤولين السودانيين» في بورتسودان، التي أصبحت المقر الفعلي للحكومة بعد طرد السلطات من العاصمة الخرطوم.
وأكدت المباحثات «على ضرورة وقف القتال والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، لا سيما من خلال فترات توقف محلية للسماح بإيصال الإغاثة، والتعهد بتشكيل حكومة مدنية»، بحسب البيان.
اندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بـ«حميدتي».
وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى، وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم 3.1 مليون نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدوليّة للهجرة. وتسببت، وفقاً للأمم المتحدة، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
السودان يُرحب باستخدام روسيا "الفيتو" ضد مشروع بريطاني لوقف الحرب
أعربت حكومة السودان، عن ترحيبها باستخدام روسيا لحق النقض "الفيتو" بمجلس الأمن في مواجهة مشروع القرار البريطاني بشأن وقف الحرب في السودان.
كما أشادت بالموقف الروسي الذي جاء تعبيرا عن الالتزام بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول والقانون الدولي ودعم استقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية.
وقالت الخارجية السودانية في بيان: "تأمل الحكومة أن تضع هذه السابقة التاريخية حدا لنهج استخدام منبر مجلس الأمن لفرض الوصاية على الشعوب، ولخدمة الأجندة الضيقة لبعض القوى، مع تغييب الشفافية والديمقراطية وتكريس ازدواجية المعايير، مما يضعف دور المجلس في إرساء السلم والأمن الدوليين.
في وقت سابق، قالت وزارة الخارجية البريطانية إن لندن ستسعى للحصول على دعم من أعضاء آخرين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن مطالبتها بأن يوقف طرفا الصراع في السودان الأعمال القتالية ويسمحا بتسليم المساعدات.
ومع تولي لندن الرئاسة الدورية للمجلس، من المقرر أن يرأس وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي التصويت على مشروع قرار اقترحته المملكة المتحدة وسيراليون، والذي يدعو أيضا إلى حماية المدنيين.
ووفق بيان للخارجية البريطانية فإن لامي سيقول "إن المملكة المتحدة لن تترك السودان للنسيان أبدا" وسيعلن مضاعفة مساعدات بريطانيا إلى 226 مليون جنيه إسترليني (285 مليون دولار).
وقالت وزارة الخارجية البريطانية، إن لامي سينتقد أيضا القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وسيدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن.