معرض مدينة تونس للكتاب يحتفي بأعلام الثقافية التونسية والعربية
تقدم الدورة الثالثة عشرة لمعرض مدينة تونس للكتاب خلال الفترة الممتدة من الخامس والعشرين من ديسمبر الجاري إلى غاية الحادي عشر من يناير المقبل، وذالك تحت شعار "الكتاب وطن"، وبمشاركة أكثر من 80 دار نشر ستعرض أكثر من 30 ألف عنوان تغطي مجالات مختلفة، وفق ما أورده المركز التونسي للكتاب على صفحته الرسمية.
فعاليات معرض مدينة تونس للكتاب
ويحتضن شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، على غرار الدورات السابقة، فعاليات هذا المعرض الذي تنظمه دار الثقافة ابن رشيق ودار الثقافة ابن خلدون بالعاصمة والمكتبة الجهوية بتونس تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمحافظة تونس بالاشتراك مع اتحاد الناشرين والمركز التونسي للكتاب.
ويتضمن برنامج هذه الدورة التي ستكون فيها محافظة قفصة ضيف شرف، ملتقى تحت عنوان "الحضارة القبصية مهد للإنسان الأول" سيتم خلاله تسليط الضوء على مختلف المراحل التاريخية التي عاشتها هذه المحافظة بالجنوب الغربي للبلاد التونسية.
ومن أبرز النقاط في البرنامج الثقافي لهذه الدورة مبادرتان وهما تدشين مكتبة دائمة بعنوان "الكتاب غذاء للمسافرين" التي سيتم تركيزها في المحطات الخاصة بالقطار الرابط بين تونس والجزائر (عنابة)، وهي هبة من الإدارة العامة للكتاب والمركز التونسي للكتاب، إضافة إلى إعطاء إشارة انطلاق "جسر الإبداع" الذي يقترح رحلة تنشيطية ذهابا وإيابا على الخط الحديدي تونس- الجزائر.
وحول تفاصيل تركيز المكتبة بقطار تونس- عنابة، قالت حنان بن ناجم مديرة دار الثقافة ابن رشيق في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء إن هذه المكتبة تندرج ضمن نشاط ثقافي واسع يقام ضمن برمجة فعاليات معرض مدينة تونس للكتاب ويشمل العديد من الفعاليات التي سيشهدها ركاب رحلات القطار من 2 إلى 5 يناير/كانون الثاني المقبل.
وأضافت "فضلا عن تركيز المكتبة التي تضم ألف عنوان سيتم تأمين عروض تنشيطية للأطفال وورشات في الرسم، بالإضافة إلى عرض مسرحية وسيتم تقديم هذه الأنشطة على متن رحلتي الذهاب من تونس والإياب من عنابة. كما سيقع تنظيم معرض تشكيلي يضم لوحات لأعلام ثقافية تونسية وجزائرية. وسيتخلل هذا النشاط الثقافي برمجة مشتركة تونسية جزائرية تلتئم بعنابة بالشراكة مع مديرية الثقافة بالمنطقة وتركز على النقاط الثقافية المشتركة بين البلدين.
ويقام هذا النشاط بمبادرة من دار الثقافة ابن الرشيق بالشراكة مع مركز مدينة تونس للكتاب والرابطة التونسية للفنون التشكيلية ورابطة شعراء سيكا وبالتنسيق مع الشركة التونسية للسكك الحديدية، وفق بن ناجم.
ومن مستجدات الدورة الثالثة عشرة لمعرض مدينة تونس للكتاب أيضا، إقامة معرض تشكيلي في شارع الحبيب بورقيبة يعرض بورتريهات لـ20 علما من الأعلام الثقافية التونسية والعربية في مجالات الأدب والشعر والتاريخ وغيرها بمساهمة من الرابطة التونسية للفنون التشكيلية. ومن بين هذه الشخصيات علي الدوعاجي، محمود المسعدي، الطاهر الحداد، أبوالقاسم الشابي، وأحمد ابن أبي ضياف، بالإضافة إلى ثلاث نساء وهن زبيدة بشير، ناجية ثامر، وعروسية النالوتي.
وقد أنجز بورتريهات المعرض 4 فنانين تشكيليين وهم وصال بن سليمان رئيسة الرابطة التونسية للفنون التشكيلية، وليلى السلماوي وسلمى الماجري وراضي الجد.
وسيكون للتراث حضور هام في هذه الدورة التي ستشهد إقامة ندوات وعرض كتب حول الحضارة القبصية والحضارة النوميدية وتاريخ منطقة دقة الأثرية، وتؤمن هذه الفقرة ودادية موظفي المعهد الوطني للتراث.
وسيشهد فضاء المعرض، شارع الحبيب بورقيبة، تعليق لافتات كبيرة في شكل جداريات تضم 24 خريطة لمختلف محافظات تونس، على امتداد الشارع للتعريف بمختلف المناطق وأهم المعالم الثقافية والتاريخية الموجودة بها، فضلا عن إقامة ورشات في الفسيفساء والخط العربي وأنشطة توعوية حول العديد من القضايا الراهنة من ضمنها العنف في الفضاء الرقمي.
ولن تقتصر البرمجة على العروض الثقافية، بل ستضم أيضا سلسلة من عروض الرقص والموسيقى والعروض المسرحية والكوريغرافية والقراءات الشعرية، إضافة إلى تنظيم العديد من الورشات التي ستوفر أنشطة ثرية ومتنوعة لمختلف الشرائح العمرية، من الأطفال والشباب والكهول، على غرار ورشات للرسم والخط العربي والفسيفساء وأنشطة يدوية وتنمية بشرية، وورشات من بينها بالخصوص ورشة حول الإسعاف بالتعاون مع الهلال الأحمر التونسي وورشة ثانية حول تثمين التراث والمعالم الأثرية عبر الذكاء الاصطناعي بتأطير من مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي باستعمال تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
ويتابع زوار المعرض فضلا عن الورشات، عدة لقاءات وندوات منها لقاء حواري حول "أخطار الفراغ وعلاقته بوسائل الاتصال الاجتماعي عند الشباب" وآخر بعنوان "مسرح الشارع الواقع والآفاق" ولقاء أدبي بعنوان "الرواية التاريخية بين مساءلة الماضي وتشو ف الحاضر"، وندوة فكرية بعنوان "آفاق النهوض بالكتاب التونسي".
ومن المنتظر أيضا تنظيم لقاء إحياء لروح الفقيد فرج شوشان الذي فقدته الساحة الثقافية والإعلامية يوم 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إلى جانب مناظرات في الشعر والكتابة والمسرح، ستمثل بالنسبة إلى زوار هذه الدورة تجربة متنوعة وثرية.
وسيتم تكريم فلسطين خلال الدورة المرتقبة من خلال عرض مسرحي تحت عنوان "الحرية لفلسطين" سيقدمه تلاميذ المدرسة الابتدائية سيدي العلوي، فضلا عن تنظيم ورشة رسم، بالتوازي مع هذا العرض المسرحي، تتمحور حول رمزية المقاومة، ووصلات غنائية وشعرية سيتم تقديمها خلال هذه التظاهرة التضامنية.