فيضانات تجرف الحجر والبشر .. شتاء غزة ينخر عظام مليوني نازحًا
"فيضانات مدمرة جرفت الحجر والبشر .. شتاء قارس نخرت برودته عظام أكثر من مليوني نازحًا في غزة"، رياح عاتية جلبت معها أمطارا غزيرة سرعان ما تحولت إلى فيضانات مدمرة جرفت في طريقها الحجر والبشر، وقبلهما الخيام التي نُصبت في عراء قطاع غزة.
قطاع غزة وشتاء قارس
ويتعرض قطاع غزة إلى شتاء قارس نخرت برودته عظام أكثر من مليوني نازح في القطاع المدمر، بعدما أقتلعت منازلهم من الجذور ومُحيت أحياءهم كأنها لم تكن يوما، وحدها الخيام كانت الملاذ لهؤلاء، خيام لم تقيهم حر الصيف الشديد ولا صمدت أمام رياح الشتاء العاصفة.
واقتحمت الفيضانات على النازحين خيامهم المهترئة فأخذت في طريقها أغراضهم البالية وأطفالهم المتجمدة أوصالهم لتلحق بأحلامهم وبيوتهم التي دمرتها قذائف الاحتلال الإسرائيلي.
حذر مجلس الوزراء الفلسطيني من اتساع دائرة المجاعة في قطاع غزة وتصاعد أعداد الوفيات وتحديدا الأطفال، جراء البرد الشديد والأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي اقتلعت خيام النازحين وفاقمت معاناتهم في ظل ظروف النزوح الصعبة، واستمرار نسف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمربعات السكنية، داعيا المجتمع الدولي إلى سرعة التدخل العاجل لرفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني، وتطبيق القرارات الأممية الداعية إلى وقف الإبادة في غزة وتسريع دخول المساعدات المنقذة للحياة.
وأدان مجلس الوزراء الفلسطيني، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - تصاعد اعتداءات سلطات الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال ومعسكراته التي أودت بحياة 5 معتقلين في سجون الاحتلال أمس الأول وحده، مشيرا إلى تكثيف هيئة شؤون الأسرى بالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين جهودها الدولية للضغط باتجاه وقف انتهاكات الاحتلال بحق المعتقلين والتوقف عن سياسة التعذيب والإهمال الطبي، إلى جانب الضغط القانوني لتكثيف زياراتهم ومتابعة أوضاعهم.
واستعرض رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى مع أعضاء المجلس التحركات السياسية والدبلوماسية التي تبذلها القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ومنها استمرار تدمير البنية التحتية والمربعات السكنية، واستهداف المستشفيات وإحراقها وتدميرها، واستمرار سياسة التجويع كسلاح بحق أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
يأتي الشتاء إلى قطاع غزة ليضيف بُعدًا جديدًا من المعاناة إلى حياة سكانه، فبينما يعتبر هذا الفصل في العديد من الأماكن موسمًا للاستجمام والاحتفالات، يتحول في غزة إلى فصل من الصراع مع البرد القارس، ونقص الموارد، والآثار المدمرة للحصار الإسرائيلي المتواصل.
تحديات يواجهها سكان غزة في فصل الشتاء:
البرد القارس، يعاني سكان غزة من برد شديد خلال فصل الشتاء، خاصة في ظل نقص الوقود اللازم للتدفئة، مما يعرضهم لأمراض موسمية خطيرة، وانقطاع الكهرباء، حيث إن الحصار يتسبب في نقص حاد في الكهرباء، مما يزيد من معاناة السكان، خاصة في ظل انخفاض درجات الحرارة، وتدمير البنية التحتية، تعرضت البنية التحتية في غزة للتدمير على مر السنين بسبب الحروب المتكررة والحصار، مما يزيد من صعوبة التعامل مع الظروف المناخية القاسية، ونقص المياه الصالحة للشرب، إذ أن القطاع يعاني من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض خلال فصل الشتاء، والنزوح والتشريد، وأدت الحروب والعمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة إلى نزوح وتشريد آلاف الفلسطينيين، الذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، خاصة خلال فصل الشتاء.