زلزالان يهزان إثيوبيا في 4 دقائق.. بقوة 4.7 و5.3 درجة
شهدت إثيوبيا في الساعات الأولى من صباح اليوم هزتين أرضيتين بفارق زمني لم يتجاوز أربع دقائق، مما أثار تساؤلات حول طبيعة هذه الظاهرة.
وفقًا للمركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل وهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ضرب الزلزال الأول منطقة تقع على بعد 122 كيلومترًا شمال شرق إثيوبيا، وسجل قوة بلغت 4.7 درجة على مقياس ريختر في تمام الساعة 2:49 فجراً بالتوقيت المحلي.
بعدها بأربع دقائق فقط، وقع زلزال ثانٍ بقوة أكبر بلغت 5.3 درجة، على بعد 25 كيلومترًا شمال شمال شرق مدينة أواش. تم تسجيل الزلزال عند تقاطع خط العرض 9.199 شمالاً وخط الطول 40.236 شرقاً، على عمق 10 كيلومترات تحت سطح الأرض.
حتى الآن، لم تصدر تقارير رسمية عن وقوع أضرار مادية أو خسائر بشرية نتيجة الزلزالين، ومع ذلك، تظل المنطقة في حالة ترقب، خاصة أن إثيوبيا قد شهدت خلال الفترة الماضية نشاطًا زلزاليًا ملحوظًا أثار مخاوف بشأن تأثيراته المحتملة.
أثار تكرار الزلازل في إثيوبيا تكهنات حول علاقتها بسد النهضة، حيث كشف خبراء جيولوجيون أن التغيرات الناتجة عن تخزين كميات هائلة من المياه خلف السد قد تكون لها تأثيرات جيولوجية.
وفي سياق متصل، أشار خبير جيولوجي مؤخراً إلى تسجيل إثيوبيا 130 زلزالًا خلال 14 يومًا، مما يزيد من التساؤلات حول استقرار المنطقة جيولوجيًا.
هل تهدد الزلازل سد النهضة؟.. وزير سوداني يكشف
في الساعات الماضية، انتشرت مقاطع فيديو مروعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تصاعد أعمدة دخان كثيف من مناطق متصدعة في إثيوبيا، بالتزامن مع سلسلة من الهزات الأرضية التي اجتاحت الهضبة الإثيوبية.
وكانت الهزات العنيفة، وأبرزها الزلزال الذي ضرب العاصمة أديس أبابا صباح اليوم بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر، قد أثارت مخاوف واسعة من احتمال تأثيرها على سد النهضة.
وتزايدت الأسئلة حول استقرار السد العملاق الذي يحتجز خلفه بحيرة ضخمة تمتد على 1800 كلم مربع بارتفاع يصل إلى 600 متر. فهل يواجه السد خطر الانهيار بسبب هذه الزلازل؟
وزير سوداني: "المخاوف مبالغ فيها"
في مقابلة مع "العربية.نت"، أكد الدكتور عثمان التوم، وزير الري والموارد المائية الأسبق في السودان، أن الحديث عن تهديد السد ليس إلا مبالغة.
وأوضح أن الفالق الإفريقي، الذي يمر شرق إثيوبيا، لا يشكل تهديدًا مباشرًا للسد، الذي يقع على بُعد أكثر من 1000 كلم من هذا الفالق.
وأضاف أن الدراسات العلمية تشير إلى استقرار جيولوجي غير مسبوق في المنطقة التي يقع فيها السد.
وأشار التوم إلى أن السدود الكبرى، مثل السد العالي في مصر وسد أتاتورك في تركيا، صمدت أمام زلازل قوية، مما يثبت قدرة هذه السدود على تحمل الزلازل العنيفة.
كما أكد أن تصميم سد النهضة أخذ في اعتباره جميع السيناريوهات الزلزالية المحتملة.
ووفقًا للتوم، فإن تصميم السد يضمن قدرته على مقاومة الهزات الأرضية مهما كانت قوتها، في ظل الاستقرار الجيولوجي الذي تتمتع به المنطقة.
وتستند هذه المعطيات إلى دراسات أكاديمية شاملة قامت بها معاهد متخصصة في رصد الزلازل.
وفي الختام، قطع التوم الشكوك التي ترددت حول إمكانية انهيار السد، مؤكدًا أن هذه المخاوف لا تعدو كونها مبالغات لا تستند إلى حقائق علمية أو جيولوجية ثابتة.
الفالق الإفريقي: مصدر النشاط الزلزالي
يُذكر أن الفالق الإفريقي هو أحد أكبر الظواهر الجيولوجية في العالم، ويشكل قلب النشاط الأرضي في منطقة شرق إفريقيا.
ويمتد هذا الفالق من البحر الأحمر إلى بحيرات شرق إفريقيا، مما يجعله نقطة محورية للنشاط البركاني والزلزالي المستمر.
هذه المنطقة، التي تضم إثيوبيا والعديد من الدول الأخرى، تعتبر من أكثر المناطق نشاطًا جيولوجيًا في العالم، ولكنها لا تؤثر بشكل مباشر على سد النهضة، كما أشار الدكتور عثمان التوم.