واجهة دماغية "شريحة" قابلة للزرع.. الخيال بالأفلام تحول لحقيقة
توصل علماء صينيين لواجهة دماغية قابلة للزرع بالمخ، ويبدو أن هذه الأفكار الخيالية القديمة الجديدة في الأفلام وفي الأحلام، كما جاء في فيلم "اللمبي 8 غيغا"؟، الفيلم المصري الذي أُنتج عام 2010 ويدور حول شخص فقير ومحدود الذكاء يتعرض لحادث يتسبب باضطراب في إشارات المخ، ليساعده طبيب في زرع شريحة صغيرة كانت مصدرا لذكاء خارق، بدأت تتحول من الخيال إلى الواقع بعد خضوع أول مريض من البشر لزراعة شريحة دماغية من الشرائح التي أنتجتها شركة "نيورالينك" الناشئة للملياردير إيلون ماسك.
المريض الذي زرعت في دماغه الشريحة بدأ يتعافى بشكل جيد بحسب تصريحات ماسك التي نشرها موقع "ذي بيزنس إنسايدرز".
وتشير النتائج الأولية إلى رصد زيادة الخلايا العصبية على نحو واعد، ومع ذلك فإن زرع الشريحة الدماغية هو مجرد بداية لتجربة سريرية تمتد لعقود من الزمن ويحيط بها المنافسون والعقبات المالية والمآزق الأخلاقية.
وحقق علماء صينيون اختراعا جديدا في إيجاد طرق تكنولوجية جديدة تمكن البشر من استخدام الأدوات من خلال التفكير، وجاء ذلك من خلال واجهة الدماغ والحاسوب «بي سي آي».
ونجح فريق بحثي في شنجهاي بالصين في تطوير واجهة دماغية مرنة قابلة للزرع تحتوي على 256 قناة لنقل البيانات بقدرات عالية والتي تتيح لمستخدميها بالتحكم في جهاز الكمبيوتر من خلال عقله فقط.
وهذه الواجهة الجديدة تم زراعتها بنجاح في مرضى يعانون من اصابات في الدماغ واستطاعوا أن يقدموا نتائج مبهرة من خلال التفكير في العمليات التي يرغبون بها، ونجح مستخدموا هذا النظام الدماغي في إجراء العمليات الحاسوبية بعد فترة تدريب تمتد لأسبوعين وهو ما يعطي الأمل لهؤلاء المرضى في التواصل مع الأجهزة التي يتحكم بها الدماغ باستخدام أفكارهم ما قد يمنحهم القدرة على استعادة وظائف الحركة واللغة.
يشتهر إيلون ماسك بشركاته التكنولوجية رفيعة المستوى مثل تسلا وسبيس إكس، لكن الملياردير لديه أيضا مجموعة من المشاريع غير العادية، و"نيورالينك" واحدة منها، وهي شركة تكنولوجيا الواجهات العصبية التي تعمل على تطوير جهاز يمكن دمجه في دماغ الشخص، حيث يسجل نشاط الدماغ ويحتمل أن يحفزه.
أسس ماسك شركة نيورالينك في عام 2016، وأصبحت معروفة علنا لأول مرة في عام 2017 عندما نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا عنها، ولم يُكشف عنها للجمهور حتى عام 2019 عندما استعرض ماسك وأعضاء آخرون في الفريق التنفيذي للشركة تقنياتهم في عرض تقديمي بُث مباشرة.
وفي يوليو/تموز من هذا العام (2019)، قدم ماسك لمجموعة من المهندسين والمستهلكين الفضوليين اختراعا يبدو من قبيل الخيال العلمي من صنع شركته الناشئة في مجال التكنولوجيا العصبية "نيورالينك"؛ إنها "شريحة دماغية في حجم العملة المعدنية تقريبا قابلة للزرع في جمجمة الشخص من شأنها دمج الذكاء البيولوجي مع الذكاء الآلي".
ووفقا لوصف ماسك، سيتم تثبيت هذه الشريحة في دماغ الشخص عن طريق حفر ثقب يبلغ قطره 2 ملم في الجمجمة، مع توصيل أقطاب كهربائية إلى دماغه، ومن خلالها تنطلق مجموعة من الأسلاك الصغيرة -كل منها أرق من شعرة الإنسان بنحو 20 مرة- إلى دماغ المريض، وأكد أن "واجهة الشريحة لاسلكية، لذلك لا توجد أسلاك تخرج من رأسك"، وهي قادرة على مراقبة نشاط الدماغ، ونقل البيانات لاسلكيا عبر الشريحة إلى أجهزة الحاسوب، حيث يمكن للباحثين دراستها.