خسائر فادحة
هجوم واستنزاف.. خسائر تكبدها الجيش الإسرائيلي منذ توغله في قطاع غزة؟
توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي، في قطاع غزة يوم 28 من أكتوبر 2023 بعد حملة قصف جوي مدمرة، ومنذ ذلك الحين يتعرض جيش الاحتلال لعملية استنزاف مستمر في الأرواح والسلاح والمعنويات التي تحطمت أمام صمود أهالي قطاع غزة، وفي مقدمتهم حركات المقاومة التي قامت بالجزء الأكبر من استنزاف جيش الاحتلال، بينما ساهمت عوامل متنوعة داخل غزة في تكبيد الاحتلال المزيد من الخسائر.
وشهدت عملية "طوفان الأقصى" التي انطلقت في 7 أكتوبر 2023 تكبّد إسرائيل خسائر بشرية ومادية واقتصادية كبيرة، مما أثر بشكل ملحوظ على مختلف قطاعاتها.
خسائر بشرية
وتأتي في مقدمة حصيلة خسائر جيش الاحتلال خسائر الأرواح، إذ تخطت أعداد القتلي من الإسرائيليين المشاركين في الاجتياح الـ330، والذين قتل أغلبهم بسبب الكمائن المركبة باستخدام العبوات الناسفة وقذائف الياسين المضادة للدروع، حيث وقعت مجازر شهيرة بين جنود الاحتلال، من أشهرها كمين الشجاعية، وتفجير النصيرات، وقصف معبر إيرز براجمات الصواريخ.
ويضاف لحصيلة القتلي 29 جنديا إسرائيليا لقوا حتفهم بنيران صديقة نتيجة لحالة الذعر المتفشية بين الجنود لدرجة تجعلهم بحالة اندفاع لا يميزون خلالها الأصدقاء من الأعداء، وتسببت إحدى حوادث النيران الصديقة بقتل 3 أسرى إسرائيليين فارين من المقاومة الفلسطينية؛ ما ضيع على دولة الاحتلال فرصة لاستعادة بعض الأسرى.
ويلي حصيلة قتلى جيش الاحتلال حصيلة المصابين والتي بلغت يونيو الماضي، وفقًا لإحدي التقارير الإسرائيلية، 10 آلاف مصاب، بمعدل 1000 جريح شهريا، وتفاقمت أزمة المصابين بظهور مئات المعاقين، جراء العمليات الحربية والذين يشكلون عبئا على مراكز التأهيل الإسرائيلية، في حصيلة هي الأعلى منذ حرب 1973، وفقا لأحد التحليلات الإسرائيلية.
وقد بلغ عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي 726 جنديًا، منهم 380 قُتلوا في الحملة العسكرية و346 في المعارك داخل غزة. بالإضافة إلى ذلك، أُصيب 4576 جنديًا في المعارك، وقُتل 56 جنديًا نتيجة حوادث غير قتالية، بما في ذلك 28 حالة انتحار منذ بدء الحرب، بينهم 16 من قوات الاحتياط.
من جانبها، أفادت مصادر أخرى بأن العدد الإجمالي للقتلى الإسرائيليين في نهارية الأمر وصل إلى 2,723، منهم 2,531 في غزة و24 في الضفة الغربية.
كما تم تسجيل أكثر من 2,000 بين قتيل وجريح في الجبهة الشمالية، حيث تجاوز عدد القتلى 220. بالإضافة إلى ذلك، قُتل 52 جنديًا منذ بداية العمليات البرية في لبنان، كما أُصيب 12,500 جندي بإعاقات مختلفة.
خسائر مادية
من الناحية المادية، تعرّضت المعدات العسكرية الإسرائيلية لخسائر ملحوظة، فقد تم تدمير أو إسقاط عدد من الطائرات المُسيّرة (الدرونز) بأنواع مختلفة نتيجة لعمليات المقاومة الفلسطينية وحزب الله، سواء بإسقاطها أو الاستيلاء عليها.
كما تم استهداف مروحيات عسكرية مثل "سي ستاليون" و"أباتشي" و"سكاي هوك" باستخدام وسائل الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، مما أدى إلى تضرر بعضها.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت تقارير إلى أن الخسائر الاقتصادية لإسرائيل نتيجة الحرب بلغت نحو 67 مليار دولار، تشمل تكاليف العمليات العسكرية والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والممتلكات.
الخسائر الاقتصادية:
تأثرت القطاعات الاقتصادية في إسرائيل بشكل كبير نتيجة العمليات العسكرية، وبلغت الخسائر الأسبوعية لقطاع البناء 644 مليون دولار، مع إغلاق 50% من مواقع البناء بسبب نقص الأيدي العاملة، كما توقعت الجهات المختصة تأخيرات تصل إلى عدة أشهر في إنجاز المشاريع.
كما أدت عمليات جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن وما قامت به من فرض حظر الملاحة إلى الموانئ الإسرائيلية إلى غلق الموانئ وتسريح العاملين فيها .
الخسائر العسكرية:
تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر في المعدات والآليات العسكرية، بما في ذلك تدمير مدرعات ودبابات خلال الاشتباكات مع الفصائل الفلسطينية. كما أُسقطت طائرات مسيّرة وتعرضت مواقع عسكرية للقصف، مما أثر على القدرات العملياتية للجيش.
الخسائر السيبرانية:
وتعرضت إسرائيل لهجمات سيبرانية مكثفة خلال عملية "طوفان الأقصى"، مما أدى إلى خسائر اقتصادية تُقدر بـ 3 مليارات دولار نتيجة لتعطيل أنظمة حيوية وتسريب بيانات حساسة.
الخسائر في الجبهة الداخلية:
وتأثرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل كبير، حيث تعرضت المدن والبلدات للقصف بالصواريخ، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. كما تضررت البنية التحتية والممتلكات، مما زاد من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية على الدولة.
الخسائر في الجبهة الشمالية:
شهدت الجبهة الشمالية مواجهات مع حزب الله، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين. كما تعرضت المواقع العسكرية في تلك المنطقة لهجمات متكررة، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني.
الخسائر في الضفة الغربية:
في الضفة الغربية، قُتل 24 إسرائيليًا خلال العمليات العسكرية، وتعرضت المستوطنات لهجمات متفرقة، مما أثر على الأمن والاستقرار في تلك المناطق.
الخسائر النفسية والاجتماعية:
أدت الخسائر البشرية والمادية إلى تأثيرات نفسية واجتماعية عميقة في المجتمع الإسرائيلي، حيث ارتفعت معدلات القلق والتوتر بين السكان، وزادت الضغوط على النظام الصحي والاجتماعي.
وقد أظهرت عملية "طوفان الأقصى" حجم التحديات التي واجهتها إسرائيل على مختلف الأصعدة، مما يستدعي إعادة تقييم الاستراتيجيات الأمنية والعسكرية والاقتصادية للتعامل مع مثل هذه الأزمات في المستقبل.