أمريكا وأفغانستان.. صفقة تبادل سجناء بعد «مفاوضات مطولة»
أثمرت مفاوضات طويلة بين واشنطن وكابول صفقة لتبادل السجناء في الساعات الأخيرة للإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جو بايدن.
وقالت السلطات الأفغانية، الثلاثاء، إن أمريكا أفرجت عن سجين أفغاني أدانته محكمة أمريكية بتهريب المخدرات والإرهاب، وذلك في مقابل الإفراج عن مواطنين أمريكيين اثنين كانا محتجزين في أفغانستان.
وبحسب مسؤولين فإن الأفغاني خان محمد وصل إلى كابول بعد إطلاق سراحه، وقالت وزارة العدل في أمريكا، إن محكمة قضت في عام 2008 بسجن محمد مدى الحياة وكانت هذه أول إدانة له في اتهامات تتعلق بالمخدرات والإرهاب.
وفي بيان، قالت وزارة الخارجية الأفغانية، إن تبادل السجناء جاء نتيجة مفاوضات "طويلة ومثمرة" بين السلطات الأفغانية والأمريكية.
وجاء على موقع وزارة العدل في أمريكا، على الإنترنت، أنه ألقي القبض على "خان" في شرق أفغانستان عام 2006 وتم تسليمه إلى الولايات المتحدة في العام التالي.
وأكد المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد إطلاق سراح الأمريكيين لكنه أحجم عن الكشف عن هويتيهما.
وأحد الأمريكيين المفرج عنهما يدعى رايان كوربيت، بحسب بيان على موقع إلكتروني تديره أسرته، وذكر الموقع أن كوربيت كان محتجزا لدى طالبان منذ عام 2022.
وأضافت الأسرة على الموقع "تغمرنا السعادة لأن رايان في طريقه إلى الوطن".
ووفق شبكة "سي.إن.إن" وصحيفة نيويورك تايمز يوم الأحد فإن الأمريكي الثاني الذي جرى إطلاق سراحه هو وليام ماكنتي.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الأفغانية أن "كابول تنظر إلى تصرفات أمريكا بشكل إيجابي عندما تسهم في تطبيع وتوسيع العلاقات بين البلدين".
ووجه البيان الشكر لدولة قطر على دورها في عملية التبادل.
وأكد المتحدث باسم الوزارة عبد القهار بلخي وصول محمد إلى كابول وعودته إلى أسرته.
من هم المفرج عنهم؟
وقالت وزارة العدل في أمريكا، على موقعها الإلكتروني، إن محمد كان عضوا في حركة طالبان الأفغانية وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في تهمتين عندما كان يبلغ من العمر 38 عاما، في أول اتهامات تتعلق بالمخدرات والإرهاب يتم توجيهها في الولايات المتحدة.
ونقل الموقع عن سجلات المحكمة أن محمد كان "متطرفا عنيفا ومهرب مخدرات.. سعى لقتل جنود أمريكيين في أفغانستان باستخدام الصواريخ".
وقالت أسرة كوربيت، إنه كان يدير منظمة غير حكومية اسمها (بلوم أفغانستان)، وهى مؤسسة اجتماعية تركز على دعم القطاع الخاص في أفغانستان.
وألقت سلطات طالبان القبض على كوربيت في عام 2022 عندما زار أفغانستان لتجديد تأشيرة العمل الخاصة به.
ووفق صحيفة نيويورك تايمز، فإن أسرة ماكنتي طلبت من الحكومة الأمريكية الحفاظ على خصوصيته وعدم نشر تفاصيل عنه.
وأفادت "سي.إن.إن" بأن عملية تبادل السجناء تتوج عملا استغرق سنوات وتمت في الساعات الأخيرة من ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وقبيل تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه أمس الاثنين.
جريم سميث، المحلل البارز في المجموعة الدولية للأزمات أشار إلى أنه "من الملاحظ أن طالبان انتظرت ترامب".
وأضاف "إدارة بايدن هى التي تفاوضت بالطبع، وأعتقد أن الإدارة المنتهية ولايتها أرست الأساس لمزيد من الصفقات المحتملة"، في إشارة إلى محادثات عن أمريكيين آخرين معتقلين في أفغانستان وكذلك محمد رحيم، وهو سجين بارز محتجز في معتقل غوانتانامو.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع هذا الشهر قوله إن إدارة بايدن كانت تتفاوض مع طالبان منذ يوليو على الأقل بشأن مقترح أمريكي بالإفراج عن ثلاثة أمريكيين، من بينهم رايان كوربيت وأيضا جورج جليزمان ومحمود حبيبي، مقابل الإفراج عن رحيم.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن جليزمان وحبيبي ما زالا في أفغانستان بعد إطلاق سراحهما هذا الأسبوع.
وأضافت صحيفة نيويورك تايمز أن جليزمان هو ميكانيكي سابق بشركة طيران وحبيبي حاصل على الجنسية الأمريكية ألقي القبض عليه بعد وقت قصير من مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أمريكية.
وأشادت عائلة كوربيت في بيان بإدارتي ترامب وبايدن على عملية التبادل، لكنها عبرت عن أسفها لاستمرار احتجاز جليزمان وحبيبي.