مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

"مدينة بكين العسكرية".. الصين تبني أكبر مركز قيادة عسكري يثير القلق

نشر
الأمصار

تتوجه الصين لبناء أكبر قاعدة عسكرية محصنة ضد النووي في العالم… حيث تعمل القوات الصينية على إنشاء مجمع عسكري ضخم غرب بكين، يُعتقد أنه سيُستخدم كمركز قيادة في زمن الحرب.

مجمع الصين العسكري

وبحسب الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية، والتي تم فحصها من قبل الاستخبارات الأمريكية، عن موقع بناء ضخم يمتد على مساحة 1500 فدان، ويبعد حوالي 30 كيلومترًا عن العاصمة الصينية.

وأشارت التوقعات إلى أن المجمع يتضمن مخابئ كبيرة ومحصنة لحماية القادة العسكريين الصينيين، بما في ذلك حالة نشوب حرب نووية.

كما قال الخبراء أن هذا المجمع من المقرر أن يكون أكبر بعشر مرات من البنتاجون، وهو ما يثير تساؤلات حول هدف الصين من إنشاء هذا المركز الضخم.

وقال مسؤولين أمريكيين، أن هذا المشروع يعد أكبر مركز قيادة عسكري في العالم، ويُعتبر خطوة كبيرة نحو تعزيز قدرة الصين على مواجهة التحديات العسكرية الكبرى، بما في ذلك الصراعات النووية المحتملة.

ما هي مواصفات المجمع العسكري الذي تبنيه الصين؟

بمواصفات ضخمة، تبني القوات العسكرية الصينية مجمعاً في غرب العاصمة بكين تعتقد الاستخبارات الأميركية أنه سيعمل كمركز قيادة في زمن الحرب، وهو أكبر بكثير من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي تخضع لفحص الاستخبارات الأميركية موقع بناء مساحته 1500 فدان تقريبا على بعد 30 كيلومترا جنوب غرب بكين به حفر عميقة يقدر الخبراء العسكريون أنها ستضم مخابئ كبيرة ومحصنة لحماية القادة العسكريين الصينيين أثناء أي صراع بما في ذلك الحرب النووية المحتملة، وفقاً لصحيفة "فاينانشال تايمز".

وبحسب تقييم لصور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها "فاينانشال تايمز"، بدأ البناء الرئيسي في منتصف عام 2024. وقال ثلاثة أشخاص مطلعون على الوضع إن بعض محللي الاستخبارات أطلقوا على المشروع اسم "مدينة بكين العسكرية".

كما يعمل الجيش على توسيع ترسانته من الأسلحة النووية بسرعة ويعمل على تحسين تكامل فروعه المختلفة.

ويعتقد الخبراء العسكريون أن افتقار الجيش إلى التكامل هو من بين أكبر نقاط ضعفه مقارنة بالقوات المسلحة الأميركية.

وعلق دينيس وايلدر، رئيس قسم تحليل الصين السابق في وكالة المخابرات المركزية: "إذا تم تأكيد ذلك، فإن هذا المخبأ القيادي الجديد تحت الأرض للقيادة العسكرية، بما في ذلك الرئيس شي بصفته رئيسا للجنة العسكرية المركزية، يشير إلى نية بكين بناء ليس فقط قوة تقليدية من الطراز العالمي ولكن أيضا قدرة متقدمة على الحرب النووية".

في الأثناء قال أحد الباحثين الصينيين المطلعين على الصور إن الموقع يحمل "كل السمات المميزة لمنشأة عسكرية حساسة"، بما في ذلك الخرسانة المسلحة بشكل كبير والأنفاق العميقة تحت الأرض.

وقال الباحث "إن هذه القلعة أكبر بنحو عشر مرات من البنتاغون، وهي مناسبة لطموحات شي جين بينغ في تجاوز الولايات المتحدة. وهذه القلعة لا تخدم سوى غرض واحد، وهو العمل كمخبأ يوم القيامة للجيش الصيني المتطور والقادر على نحو متزايد".

يشار إلى أن الموقع كان مشغولاً بنشاط البناء في وقت سابق من هذا الشهر، على عكس ندرة التطوير في معظم مشاريع العقارات الكبرى في الصين، التي عانت من أزمة في قطاع العقارات، فيما لم تكن هناك صالات عرض مرتبطة عادةً بمشروع عقاري تجاري. ومن غير المعتاد بالنسبة لمشروع تجاري، لا توجد إشارات رسمية لموقع البناء على الإنترنت باللغة الصينية، بينما لم يكن هناك وجود عسكري واضح في الموقع، بينما كانت هناك لافتات تحذر من تحليق الطائرات بدون طيار أو التقاط الصور.
 

لماذا تتم هذه المشاريع العسكرية في هذا التوقيت؟

تأتي هذه المشاريع العسكرية في وقت حساس، حيث يخطط الجيش الصيني لتطوير أسلحة ومشاريع جديدة قبيل الذكرى المئوية للقوة العسكرية الصينية في عام 2027.

كما أن أحد الأهداف الرئيسة لهذا المشروع هو تعزيز قدرة الجيش على مهاجمة تايوان، بالإضافة إلى توسيع الترسانة النووية الصينية.

وتشير هذه الأنشطة إلى نية الصين في تحديث وتوسيع قدراتها العسكرية بما يتماشى مع طموحات الرئيس شي جين بينج في تحقيق تفوق على القوى العسكرية الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة.

يتوقع الخبراء أن تكون المنشآت الجديدة بمثابة «قلعة» عسكرية ضخمة، يتم تشييدها تحت الأرض بعمق، وهو ما يجعلها محصنة ضد الهجمات المحتملة.

ومن المفترض أن تسهم هذه المنشآت في تعزيز جاهزية الصين العسكرية قبل العام 2027، وهو موعد حاسم لتأكيد الهيمنة العسكرية الصينية في المنطقة.

ويحمل المشروع معاني استراتيجية طويلة المدى، ويتزامن مع رغبة الصين في تحسين القدرة على إدارة الحروب التقليدية والنووية في آن واحد، ما يضعها في موقع قوة عسكرية على الساحة الدولية.

لا تزال الأسئلة تطرح حول دور هذا المجمع العسكري في تعزيز الأمن الصيني، والهدف الحقيقي وراء بناء مثل هذه المنشآت التي تحمل خصائص أمنية متقدمة.

ويشير بعض الباحثين إلى أن المجمع يمثل أكثر من مجرد مركز قيادة، بل هو «مخبأ يوم القيامة» لضمان بقاء القيادة الصينية في أي حالة طوارئ عالمية.