مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

«ترامب» يقود أمريكا إلى «حرب تجارية» مع كندا والمكسيك والصين

نشر
ترامب
ترامب

في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية العالمية، يقود الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، الولايات المتحدة إلى خوض «حرب تجارية» مع كندا والمكسيك والصين، في خطوة تُهدد بتغيير ملامح الاقتصاد العالمي. فبعد اتخاذه لقرارات اقتصادية مُثيرة للجدل، مثل «فرض رسوم جمركية» على منتجات هذه الدول، بدأت الصراعات التجارية تتفاقم بشكل غير مسبوق، مما يُثير تساؤلات حول «تبعات هذه السياسات على العلاقات الدولية والاقتصادات الوطنية».

«ترامب» يقود أمريكا إلى «حرب تجارية» مع كندا والمكسيك والصين

ويُشير العديد من الخبراء إلى أن هذه «الحرب التجارية» قد تُؤدي إلى اضطرابات في أسواق المال العالمية وتضرر القطاعات الاقتصادية في الدول المُستهدفة، مما يضع ضغوطًا إضافية على الشركات والمستهلكين في جميع أنحاء العالم، تأتي هذه الخطوة ضمن سياسات «ترامب» التجارية الصارمة، مما يُثير المخاوف من تصاعد التوترات وتحولها إلى «حرب اقتصادية عالمية تُهدد استقرار الأسواق الدولية».

وفي هذا الصدد، وقّع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، مرسومًا حول فرض الرسوم على الصادرات من 3 أكبر شركاء تجاريين للولايات المتحدة، هم «كندا والمكسيك والصين»، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، في أنباء عاجلة، اليوم الأحد.

وينص المرسوم، الذي وقعه ترامب في مار إي لاغو بولاية فلوريدا، يوم السبت، على «فرض الرسوم على صادرات كندا والمكسيك بنسبة 25% والصادرات الصينية بنسبة 10%».

بدوره، أوضح مستشار ترامب للتجارة، بيتر نافارو، أن هناك رسوما أقل على منتجات قطاع الطاقة الكندية، تبلغ 10%، مُؤكدًا أن «هذا يشمل توريدات الكهرباء والغاز الطبيعي والنفط ومشتقاته».

وأكد نافارو أن الرسوم ستزداد في حال قررت الدول اتخاذ أي خطوات ردًا على الرسوم التي فرضها ترامب.

أمريكا.. «ترامب» يُقرر فرض الرسوم على كندا والمكسيك والصين

وفي هذا السياق، أفادت قناة «سي بي سي» الكندية نقلًا عن مصدر في حكومة كندا بأن الولايات المتحدة تخُطط لتطبيق الرسوم على الصادرات الكندية اعتبارًا من 4 فبراير الجاري.

وأشار المصدر إلى أن الرسوم ستكون قائمة حتى تتأكد إدارة ترامب من أن «كندا تبذل كل الجهود الضرورية لمنع تهريب الفينتانيل إلى الولايات المتحدة».

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت قد أعلنت خلال مؤتمر صحفي الجمعة أن ترامب سيُوقّع هذا المرسوم على الدول الثلاث «بسبب الفينتانيل غير الشرعي الذي تعتبر مصدرًا له وتسمح بتهريبه إلى بلادنا، ما قد قتل عشرات الملايين من الأمريكيين».

واعتبر ترامب في حديث للصحفيين في وقت سابق أن الرسوم ستجعل الولايات المتحدة «غنية وقوية جدًا».

والتعريفة الجمركية هي ضريبة تُفرض على السلع المستوردة، وتُؤدي إلى رفع أسعار المنتجات المستوردة، ما يجعلها أقل تنافسية مُقارنة بالمنتجات المحلية، ومَن يتحمّل تكلفة هذه الرسوم في النهاية هي الشركات والمستهلكون الأمريكيون الذين يدفعون أسعارًا أعلى للمنتجات المستوردة.

وخلال حديثه في المكتب البيضاوي، أوضح «ترامب»، أن هناك عدة أسباب وراء قراره بفرض الرسوم الجمركية، من بينها التدفق غير المنضبط للأفراد عبر الحدود، وانتشار المخدرات مثل الفنتانيل، والعجز التجاري الذي تُعاني منه الولايات المتحدة مع كندا والمكسيك.

حرب تجارية مُحتملة

بينما يُقلل مستشارو ترامب من خطورة الخطوة، مُؤكدين أنها مُجرد أداة تفاوضية، يرى محللون اقتصاديون أن الردود الانتقامية المُحتملة من الدول المتضررة قد تُؤدي إلى تصعيد مُتبادل.

وقد سبق أن فرضت الصين رسومًا جمركية على المنتجات الزراعية الأمريكية كرد فعل على إجراءات مماثلة اتخذها ترامب خلال ولايته الأولى، ما أدى إلى خسائر كبيرة للمزارعين الأمريكيين.

الاقتصاد الأمريكي وفرض الرسوم الجمركية

يُواجه المستهلك الأمريكي مخاطر ارتفاع الأسعار نتيجة «فرض الرسوم الجمركية»، حيث من المرجّح أن يتم تحميل تكلفة الضرائب الإضافية على المستوردات إلى المشترين النهائيين.

وعلى الرغم من أن ترامب يُروّج للرسوم الجمركية كوسيلة لتعزيز التصنيع المحلي، فإن تنفيذ هذا الهدف يُواجه عقبات كبيرة، حيث تحتاج الشركات إلى سنوات طويلة لإنشاء مصانع جديدة داخل الولايات المتحدة.

ويتمتع ترامب بسلطات تنفيذية واسعة تمكنه من فرض الرسوم الجمركية دون الحاجة إلى موافقة الكونجرس، خاصة في حالات تتعلق بالأمن القومي أو عند مواجهة ما يعتبره «طوارئ وطنية»، وهذا يمنحه حرية اتخاذ مثل هذه القرارات دون معارضة تشريعية تُذكر.

كندا تفرض رسومًا على سلع أمريكية بقيمة 155 مليار دولار

في غضون ذلك، أعلن رئيس وزراء كندا «جاستن ترودو»، فرض رسوم جمركية على واردات أمريكية تبلغ قيمتها 155 مليار دولار، ردًا على رسوم فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات كندية.

وجاء إعلان ترودو، بعد ساعات فقط من توقيع ترامب الأمر التنفيذي بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة فضلًا عن الصادرات القادمة من المكسيك والصين.

وأضاف ترودو خلال مؤتمر صحفي: «تبدأ الرسوم الجمركية الفورية على السلع الأمريكية اعتبارًا من يوم الثلاثاء القادم»، وهو اليوم المقرر أن تبدأ فيه الولايات المتحدة بتحصيل الرسوم على السلع الكندية.

وأكمل أن بقية الرسوم سيتم تطبيقها بعد حوالي 3 أسابيع «لتمكين الشركات وسلاسل التوريد الكندية من البحث عن بدائل».

وأوضح ترودو: «مثل الرسوم الأمريكية، ستكون استجابتنا واسعة النطاق وتشمل عناصر يومية مثل البيرة والنبيذ والبوربون الأمريكي، والفواكه وعصائر الفواكه، بما في ذلك عصير البرتقال، بالإضافة إلى الخضروات والعطور والملابس والأحذية».

وتابع: «ستشمل أيضًا منتجات استهلاكية رئيسية مثل الأجهزة المنزلية والأثاث ومعدات الرياضة، ومواد مثل الأخشاب والبلاستيك، وغير ذلك الكثير».

الصين تُعرب عن استيائها الشديد إزاء الرسوم الجمركية الأمريكية

بينما أعربت الصين عن استيائها الشديد من الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات الصينية.

وقالت وزارة التجارة الصينية: إن «الصين تُعرب عن استيائها الشديد من هذا الأمر وتُعارضه بشدة».

وأضافت: أن «الجانب الصيني يدعو الولايات المتحدة إلى تصحيح تصرفاتها الخاطئة والالتقاء بالصين في منتصف الطريق، ومعالجة المشاكل على أساس مبادئ المساواة والمنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل، وإجراء حوار صريح، وتعزيز التعاون وإدارة الخلافات».

المكسيك تُندد باتهام دونالد ترامب

نددت رئيسة المكسيك «كلاوديا شينباوم»، باتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحكومتها بالارتباط بتهريب المخدرات، واصفة ذلك بأنه «افتراء».

وفي منشور على منصة «إكس»، أكدت شينباوم فرض رسوم جمركية على الولايات المتحدة، ردًا على تلك التي أعلنها الرئيس الأمريكي.

وكتبت: «نرفض بشكل قاطع افتراء البيت الأبيض الذي يتهم الحكومة المكسيكية بإقامة تحالفات مع منظمات إجرامية»، مُعلنة عن «إجراءات جمركية» ضد واشنطن.

خلاف حول سياسة الرسوم يُثير القلق في فريق ترامب ويعكس انقسامات داخلية

وفي وقت سابق، تعهد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، بفرض رسوم جمركية على «المنتجات الأجنبية»، مما أثار جدلاً كبيرًا في الأوساط الاقتصادية والسياسية، حيث يهدف هذا القرار إلى «حماية الاقتصاد الأمريكي ومكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية»، ولكن يُعتبر أيضًا تحديًا للعلاقات التجارية الدولية وسياسات التبادل التجاري.

خلاف حول سياسة الرسوم يُثير القلق في فريق ترامب 

وتسبب قرار فرض رسوم على المنتجات الأجنبية، تسبب في حدوث شرخ في فريق الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، حسبما أفادت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، مُشيرة إلى أن «المستوى غير المسبوق من حالة عدم اليقين والارتباك بشأن الرسوم هو أول وأهم مثال على الانقسامات في دائرة ترامب حول المواقف السياسية الرئيسية».

وقالت الصحيفة الأمريكية: إنه «بعد توليه منصبه، لم يتطرق ترامب بعد إلى مسألة الرسوم. وكما قالت ثلاثة مصادر مطلعة على مناقشات أعضاء الإدارة الرئاسية للصحيفة، ولم يتم الكشف عن هويتهم، فإن هذا النهج يدل على أن رئيس الدولة لم يُقرر بعد كيف ومتى سيتم فرض الرسوم على المنتجات».

كندا تُهدد برد فعل صارم إذا فرض «ترامب» رسومًا جمركية

وكان صرح رئيس الوزراء الكندي «جاستين ترودو»، في وقت سابق، بأن أوتاوا تدرس كافة الخيارات في حال قرر الرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب»، فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع صادرات السلع الكندية، حسبما أفادت وكالة «نوفوستي» الروسية، الخميس.