مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

قرار جمهوري بإنشاء قنصلية عامة لمصر في وادي حلفا بالسودان

نشر
الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

نشرت الجريدة الرسمية، قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي رقم 54 لسنة 2025، بإنشاء قنصلية عامة لجمهورية مصر العربية، في وادي حلفا بجمهورية السودان.

مصر و السودان

مرت العلاقات المصرية السودانية بمرحلتين رئيسيتين، مرحلة ما قبل انفصال السودان عن مصر حيث كانتا دولة واحدة، ومرحلة ما بعد الانفصال، فمنذ عام 1820 وحتى استقلال السودان في عام 1956، هناك تاريخ واحد بين البلدين.

والمتتبع لتاريخ مصر والسودان يجد أن البلدين عاشا تاريخاً مشتركاً منذ أقدم الأزمنة وحتى العصر الحالي، إلى الدرجة التي يتعذر معها الحديث عن تاريخ مستقل بمصر أو تاريخ مستقل بالسودان، وهذه الحقيقة التاريخية تؤكد أن التاريخ المشترك بين البلدين قد أوجد قدراً كبيراً من الإمتزاج بين أفراد الشعب العربي في مصر والسودان.

وتوصف دائما العلاقات المصرية السودانية بأنها أزلية، وتاريخية، حيث تعود إلى عصر الدولة الفرعونية القديمة والوسطى والحديثة، ثم الحكم اليوناني عام 332 ق.م، فالبطلمي 323 ق.م ـ 30 ق.م، ثم الحكم الروماني عام 30 ق.م. حيث مدت مصر القديمة صلاتها وتفاعلها السياسي والحضاري إلى المناطق الجغرافية الجنوبية.. وفي العهد الروماني دخلت المسيحية إلى المناطق السودانية أو الجنوبية على أيدي المضطهدين الأقباط الفارين من قسوة الرومان من مصر، ثم على أيدي الرومان والبيزنطيين، وقد انتشرت المسيحية حتى القرن السادس الميلادي واعتنق أهلها المذهبان الملكاني واليعقوبي، وامتد ذلك حتى غزو الرومان للجنوب.

بعد فتح مصر على يد عمرو بن العاص في عام 20 هـ / 640م، إنساب المسلمون ناحية المناطق الجنوبية من مصر، وأثمر ذلك عن قيام الممالك الإسلامية في هذه المناطق ..لكن يبقى العامل المهم في أن حركة الإسلام في الجنوب، كان لها أثرها في تهيئة الواقع للمرحلة التي جاءت بعد أكثر من ألف عام ، وهي دخول الوالي محمد على باشا " السودان تحت السيادة العثمانية الإسمية، ففي 1805 وبداية القرن التاسع عشر تولى محمد علي باشا الحكم في مصر فعمل على نقل مصر من مجرد ولاية عثمانية إلى باشوية وراثية تحت السيادة الإسمية للعثمانيين ومستقلة عن الدولة العثمانية فعلياً.