بسبب تغير المناخ.. انتشار حشرة "قافزات الذيل" يؤرق المزارعين في الأرجنتين
انتشرت حشرة تسمى قافزات الذيل في الأرجنتين بشكل كبير في محاصيل الذرة مما يهدد الإنتاج، وتسببت في حالة قلق كبيرة لدى المزراعين لأنها ستكون السبب في تحويل المشهد الزراعي في الأرجنتين بشكل جذري، حسبما قالت صحيفة انفوباى الأرجنتينية.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه على الرغم من أن هذه الآفة موجودة في شمال الأرجنتين ولكنها وصلت لمستويات غير مسبوقة في جميع أنحاء الأرجنتين بسبب تغير المناخ وموجة الجفاف فقد يؤدي ذلك إلى تدمير غلة الذرة.
ورغم أن الشتاء البارد قد يقلل من خطر الآفة، إلا أن ثقة المزارعين تظل منخفضة، وبسبب التوتر الناجم عن الصدمات الماضية، اختار العديد من المنتجين عدم زراعة الذرة أو تقليل المساحة المزروعة.
وأوضح لوكاس كازادو، وهو دكتور في العلوم البيولوجية وممثل إحدى التنسيقات المؤسسية للشبكة الوطنية لرصد دودة الأرض، أن توسع قافزات الأوراق ليس ظاهرة حديثة، ولكن تأثيرها الاقتصادي والإنتاجي في حملة 2023/2024 كان مدمراً، مضيفا "في شمال الأرجنتين نعيش مع هذه الآفة منذ سنوات، ولكن لم نواجه قط مشكلة بهذا الحجم.
وقال كازادو "في حزام الذرة في الجزء الجنوبي الأوسط من البلاد، حيث كانت فصول الشتاء تحد من انتشاره، فإن الوضع غير مسبوق".
وقد تسبب التقزم في انخفاض كبير في المحاصيل، وخاصة في محاصيل الذرة في أواخر الموسم، مما دفع العديد من المنتجين إلى اختيار زراعة فول الصويا أو المحاصيل الأخرى غير المعرضة للآفة.
لا تواجه الأرجنتين، ثالث أكبر مصدر للذرة في العالم، تحدياً داخلياً فحسب، بل تواجه أيضاً تداعيات عالمية، وبحسب كازادو، فإن "انخفاض مساحات زراعة الذرة يؤثر على ديناميكيات التجارة العالمية، وفي حين يعيد بعض المنتجين النظر الآن في الذرة كخيار، فإنهم يفعلون ذلك بحذر مع اتباع استراتيجيات تخفيفية.
الأرجنتين تكشف عن خسائر انخفاض إنتاج الذرة بسبب الجفاف
أدت موجة الجفاف التي ضربت الأرجنتين منذ النصف الثاني من ديسمبر الماضى فى التأثير بالسلب على توقعات حصاد الذرة، التي تم تخفيضها بمقدار 4 ملايين طن، مما تسبب فى خسائر مالية وصلت لأكثر من مليار دولار.
التقدير الأولي لإنتاج الذرة
وبمساحة مزروعة تبلغ 6.5 مليون هكتار، فإن التقدير الأولي لإنتاج الذرة يبلغ الآن 48 مليون طن، وهو أقل من 52 مليون طن المتوقعة في سيناريو العمل المعتاد، وفقا لصحيفة انفوباى الأرجنتينية.
ويأتي هذا الانخفاض نتيجة قلة الأمطار الغزيرة خلال الشهر الماضي، ما أثر بشكل خاص على محصول الذرة المبكر وفول الصويا في الموسم الثاني.
وأوضح كريستيان روسو، رئيس الدليل الاستراتيجي للزراعة في بورصة روزاريو، أن التغير في ظروف رطوبة التربة كان "سريعا للغاية"، مما أثر بشكل خطير على المحاصيل، وقال روسو إن "الأمطار توقفت عن الهطول في النصف الثاني من شهر ديسمبر، وأصبح التأثير على الذرة المبكرة واضحا، وخاصة في مناطق مثل شمال بوينس آيرس".
وأضاف أن قلة الأمطار تركت منطقة بامباس في وضع حرج، مع درجات حرارة شديدة وانخفاض الرطوبة مما يزيد من تفاقم الوضع.
وأشار التقرير إلى أن هطول الأمطار بنحو 30 ملم في بعض مناطق بوينس آيرس يتناقض مع المتوسط الشهري البالغ 110 ملم، مما يؤدي إلى انخفاض توقعات الإنتاج.
تم تعديل تقديرات إنتاج الذرة لموسم 2024/2025 إلى 48 مليون طن، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 8.5% مقارنة بالعام السابق.
وبالإضافة إلى ذلك، شهدت زراعة الذرة مقارنة بدورة 2023/2024 انخفاضًا بنسبة 24% بسبب حالة عدم اليقين الناجمة عن هذه الآفة، مما أدى إلى زيادة عمليات الزراعة المبكرة، وقد أثرت هذه الظروف سلباً على العائدات المتوقعة.
