سعد الحريري.. ما سر عودته إلى السياسة؟
عاد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري إلى بيروت في 12 فبراير 2025، لإحياء الذكرى العشرين لاغتيال والده، الرئيس الشهيد رفيق الحريري،بعد غياب دام أكثر من عامين عن المشهد السياسي.
اسباب عودة سعد الحريري إلى بيروت
وتأتي هذه العودة وسط تحضيرات مكثفة من "تيار المستقبل"، الذي ينظم حشداً جماهيرياً في وسط بيروت تحت شعار "بالعشرين عالساحة راجعين"، في إشارة إلى عودة التيار إلى الحياة السياسية.
خطاب مرتقب ورسائل سياسية
من المتوقع أن يلقي الحريري خطاباً سياسياً مطولاً أمام أنصاره، حيث سيتناول التطورات السياسية الأخيرة في لبنان، إلى جانب الدعوة إلى الاستعداد للانتخابات النيابية المقررة عام 2026. وأكد النائب السابق سامي فتفت أن الحريري سيحث جمهوره على "التحضير الجدي" للاستحقاق الانتخابي المقبل، ما يعزز التكهنات حول نيته إعادة ترتيب أوراقه السياسية بعد اعتكافه الطويل.
سياق إقليمي ومحلي متغير
تأتي هذه العودة في ظل تحولات إقليمية ومحلية لافتة، أبرزها التغيرات في المشهد السوري، والتراجع النسبي لنفوذ "حزب الله" في السياسة اللبنانية، إضافة إلى متغيرات اقتصادية ودبلوماسية تلقي بظلالها على البلاد. ويرى مراقبون أن هذه العوامل قد تشكل فرصة للحريري لإعادة تموضعه، خاصة مع الحديث عن دعم خليجي محتمل، قد يسهم في إعادة إحياء تيار المستقبل، الذي تراجع حضوره السياسي منذ انسحاب الحريري من المشهد عام 2022.
تحديات في الطريق
ورغم الزخم الذي يحيط بعودة الحريري، إلا أن التحديات التي تواجهه تبقى كبيرة. فإلى جانب التعامل مع حزب الله، الذي لا يزال لاعباً رئيسياً في المعادلة السياسية اللبنانية، يواجه الحريري تحدي إعادة بناء القيادة السنية، بعد تشتت قاعدته الشعبية خلال السنوات الماضية. كما أن استعادة الثقة الدولية، خاصة من الدول الغربية التي كانت داعمة له سابقاً، تحتاج إلى رؤية سياسية واضحة وخطوات عملية على الأرض.
إلى أين تتجه الأمور؟
تشير التحضيرات الجارية، والزيارات الميدانية التي يقوم بها قياديو "تيار المستقبل"، إلى أن عودة سعد الحريري إلى السياسة ليست مجرد مشاركة رمزية في ذكرى والده، بل قد تكون مقدمة لإعادة تموضع فعلي في المشهد السياسي اللبناني. ومع ذلك، يبقى السؤال الأساسي: هل سيتمكن الحريري من استعادة موقعه كرقم صعب في المعادلة السياسية، أم أن هذه العودة ستظل مجرد ذكرى سياسية عابرة؟
وقال سعد الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية السابق، رئيس تيار المستقبل، :"نبارك للبنان انتخاب رئيس للجمهورية جوزيف عون وإحياء الأمل بإعادة الحياة للمؤسسات الدستورية ومواجهة التحديات الصعبة".
