عقب اقتراب موعد انسحابها من جنوب لبنان.. إسرائيل تتمسك بمواقع استراتيجية

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن إسرائيل ستنسحب الاثنين من جنوب لبنان وستبقى في 5 مواقع استراتيجية، وفقا لما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل لها.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية، إن جيش الاحتلال يضرم النيران في عدد من منازل بلدة العديسة بمحافظة النبطية جنوبي البلاد.
وأضافت وكالة الأنباء اللبنانية، أن قوة إسرائيلية توغلت صباح اليوم باتجاه وسط بلدة كفر شوبا جنوبي البلاد بعد انتشار الجيش اللبناني فيها.
وتعتبر هذه المواقع ذات أهمية بالغة كونها تشرف على المستوطنات الإسرائيلية القريبة من المنطقة الحدودية.
وأشارت عدة تقارير إلى أن المواقع الخمسة التي قرر الجيش البقاء فيها هي:
اللبونة في منطقة الناقورة (القطاع الغربي).
جل الدير (القطاع الأوسط).
تلة الحمامص (القطاع الشرقي).
جبل بلاط (القطاع الغربي).
الأطراف بين مركبا ووادي هونين (القطاع الشرقي).
ويأتي هذا القرار في ظل التوترات المستمرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث تسعى إسرائيل إلى تعزيز وجودها العسكري في النقاط التي تعتبرها حساسة واستراتيجية لأمنها القومي.
وأفادت تقارير، في وقت سابق بأن لجنة مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار تبلغت بأن الجيش الإسرائيلي يطلب البقاء في بعض النقاط في جنوب لبنان حتى 28 فبراير وقد رفض الجانب اللبناني ذلك بشكل قاطع.
ومنذ 27 نوفمبر 2024 يسود وقف لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب إسرائيلية واسعة على لبنان في 23 سبتمبر الماضي.
وبزعم التصدي لتهديدات "حزب الله"، ارتكب الجيش الإسرائيلي مئات الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، ما أسفر عن 73 قتيلا و265 جريحا.
وتضمن الاتفاق مهلة 60 يوما، تنسحب خلالها إسرائيل من البلدات التي احتلتها في جنوب لبنان خلال الحرب.

إخلال تل أبيب بالاتفاق
لكن تل أبيب أخلت بالاتفاق، وامتنعت عن تنفيذ الانسحاب الكامل خلال المهلة التي انتهت في 26 يناير الماضي، قبل أن تعلن الولايات المتحدة عن اتفاق إسرائيلي لبناني على تمديدها حتى 18 فبراير الجاري.
قالت جريدة «وول ستريت جورنال» الأميركية إن «إسرائيل» تسعى إلى البقاء في جنوب لبنان بعد انتهاء هدنة وقف إطلاق النار عبر تثبيت سيطرتها على خمسة مواقع استراتيجية، وهو ما اعتبرته اختبارا دبلوماسيا لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وذكرت، في تقرير نشرته مساء الجمعة، أن «إسرائيل تزعم أنها بحاجة إلى المواقع الخمسة للدفاع على المجتمعات المحلية بها، وهو ما رفضه لبنان، مما يخلق انقساما جديدا حول اتفاق الهدنة الذي أنهى عاما من الضربات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله».

تأجيل الانسحاب من جنوب لبنان
وقد قررت تل أبيب بالفعل تأجيل انسحاب قواتها من لبنان بموجب اتفاق الهدنة إلى شهر إضافي، متذرعة بالحاجة إلى تفكيك مواقع «حزب الله» في الجنوب. والآن ترغب «إسرائيل» في تأجيل انسحابها من جنوب لبنان عشرة أيام إضافية، تنتهي في 28 فبراير الجاري.
ونقلت الجريدة الأميركية عن مصادر لبنانية أن المواقع الخمسة التي تريد «إسرائيل» الاحتفاظ بها في لبنان تتوزع على طول الحدود المشتركة بينهما، بما في ذلك مواقع بالقرب من بلدات: الخيام والعديسة والناقورة والراميا، وتطل هذه المواقع على مجتمعات حدودية إسرائيلية.
وأوضحت المصادر نفسها: «إسرائيل طلبت الاحتفاظ بالمواقع الخمسة خلال مفاوضات مع مسؤولين أميركيين في الأسابيع الماضية».
وأضافت «وول ستريت جورنال»: «هذه الجهود الرامية إلى الاحتفاظ بالأرض المرتفعة في جنوب لبنان تأتي في أعقاب التحركات التي اتخذتها إسرائيل في وقت سابق للاستيلاء على مواقع حيوية، بينها قمة جبل الشيخ في سورية، بعد انهيار نظام بشار الأسد، وإنشاء منطقة عازلة أكبر داخل قطاع غزة».
وأشارت أيضا إلى «نجاح إسرائيل في الضغط على الحكومة اللبنانية، لوقف رحلات الطيرات الإيرانية إلى لبنان بزعم أنها تنقل تمويلا نقديا إلى حزب الله». وجرى بالفعل توقيف رحلة طيرات إيرانية، الخميس، في لبنان مع توقيف الرحلات الجوية من إيران حتى 18 فبراير.
وقالت «وول ستريت جورنال»: «تلك التحركات تعكس تغيرا في ميزان القوى بعد أشهر طويلة فشلت خلالها إسرائيل في احتواء هجمات حزب الله عبر حدودها».
تصريحات نائب المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه نائب المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، الأسبوع الماضي، التزام الولايات المتحدة بموعد الانسحاب في 18 فبراير. في حين رفضت السفارة الأميركية ببيروت التعليق، أمس الجمعة، على الطلبات الأخيرة التي قدمتها «إسرائيل» والمفاوضات.
في هذا الصدد، قال المحلل البارز في شؤون لبنان بمجموعة الأزمات الدولية، ديفيد وود: «الشاغل الرئيسي لإسرائيل هو هذه النقاط الاستراتيجية، أو على الأقل الطريقة التي تراها بها، وهي النقاط الاستراتيجية التي يبدو أنها تعتبرها خطيرة للغاية بحيث لا يجوز تسليمها».
وأضاف: «قد يكون الأمر كذلك، لأنها تريد الاحتفاظ بورقة مساومة فيما يتعلق بتنفيذ وقف إطلاق النار، والفكرة هي أنها لن تنهي الاحتلال بالكامل حتى تتمكن من رؤية ما تعتبره امتثالا أفضل من قِبل لبنان».

غير أن السكان في مناطق وقرى جنوب لبنان عازمون على التصدي لأي وجود إسرائيلي مستمر في المنطقة، حيث نقلت «وول ستريت جورنال» عن المواطن في بلدة الخيام، باسل رحيمي: «لن أقبل أن تحتل إسرائيل أي أجزاء من أرضي، ولن أقلق بشأن التصعيد، لأننا أصحاب هذه الأرض».
وقد توصل «حزب الله» و«إسرائيل»، نوفمبر الماضي، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان، يقضي بانسحاب قوات الحركة اللبنانية بالكامل من مناطق الجنوب مع تسليم المنطقة إلى الجيش اللبناني.