وزير خارجية المغرب: أفريقيا قادرة على رسم مسارها بنفسها واعتماد "حلول الداخل"

قال وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، إن قارة أفريقيا تتميز بتمازج قضاياها السياسية بالأوضاع الاجتماعية والخصوصية، الأمر الذي يحتم علينا اعتماد مقاربات تستند إلى الحوار والوساطة، والعودة إلى الحلول الأفريقية التى تعكس هويتنا وواقعنا، ولتحقيق الاندماج الاقتصادي المنشود، يتعين علينا تجاوز عقبات كبرى، من بينها تطوير البنية التحتية، وتوفير التمويل للمشاريع الإقليمية، وإزالة العراقيل الإدارية التي تحد من التعاون الاقتصادي.
جاء ذلك خلال كلمته، اليوم الخميس، أثناء افتتاح الدورة الثانية لمنتدى رؤساء لجان الشؤون الخارجية في البرلمانات الأفريقية الذى عقد في مقر البرلمان المغربي، بحضور رئيس مجلس النواب المغربي راشيد العلمي، ورئيسة اللجنة الخارجية والدفاع الوطني في مجلس النواب سلمى بنعزيز، ورؤساء برلمانات.
وتابع وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة: في هذا الإطار يضطلع البرلمانيون بدور محورى في مواكبة الحكومات في تنفيذ الإصلاحات اللازمة وملاءمة التشريعات، ومتابعة الالتزامات المتخذة على المستوى القاري لضمان تنفيذها على أرض الواقع.
وأوضح وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، أن المنتدى ليس مجرد فضاء للنقاش بل هو آلية فعالة للعمل المشترك ومنبر تجتمع فيه أصواتنا لصياغة مستقبل قارتنا، من خلال تكاتف جهودنا نستطيع الرفع من قدراتنا على التصدى للتحديات المشتركة، ووضع أسس راسخة لقارة أكثر استقرارًا وازدهارا.
وأكد وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، أن التزام المغرب تجاه هذا المنتدى يعكس قناعته الراسخة بأن إفريقيا قادرة على رسم مسارها بنفسها، وأن الحلول لأزماتها يجب أن تنبع من ذاتها.
ومن خلال هذا اللقاء، يؤكد المغرب مجددا استعداده الدائم للعمل جنبا إلى جنب مع أشقائه وإخوانه، من أجل تحقيق السلام والأمن والتنمية المستدامة فى قارتنا العزيزة.
وأضاف وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، إفريقيا بالنسبة للمغرب كما قال الملك: "أكثر من مجرد انتماء جغرافي، وارتباط تاريخي، هى مشاعر صادقة من المحبة والتقدير، وروابط إنسانية وروحية عميقة، وعلاقات تعاون مثمر، وتضامن ملموس، وامتداد طبيعى وعمق استراتيجي للمغرب".
وقال وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، إن إفريقيا تحظى بأولوية متقدمة في السياسة الخارجية للمغرب، ويوظف المغرب إمكاناته وموارده الخدمة مصالح القارة في إطار التعاون جنوب - جنوب كآلية ناجحة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، في إطار رؤية استراتيجية شاملة قوامها تعزيز القدرات في كافة الميادين وتعزيز السلم والأمن والاستقرار ودعم التكامل الاقتصادي.
وتابع بوريطة: جعل المغرب بفضل الرؤية الحكيمة للملك محمد السادس من القارة الإفريقية حجر الزاوية فى صرح سياسته الخارجية، مؤمنا برؤية شمولية قوامها النهوض بالسلم واستتباب الأمن، وتشجيع التنمية، واحترام الوحدة الترابية للدول وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية، والحث على مبادئ حسن الجوار والدعوة إلى تجنب إيواء أو تحريض الجماعات الإرهابية والانفصالية.
المغرب أرض الهوية والانتماء الجغرافي والثقافي والتاريخي
ويؤمن الملك محمد السادس بأفريقيا، ويرفض الانتهازية و"القيادات الرائعة" التى تنصب نفسها بنفسها، والتى تعتقد أنها يمكن أن تقلل من الدول الأفريقية الفخورة إلى تابعين مطيعين، ويثق فى إمكانات إفريقيا، مقابل تشاؤم الكثيرين، ويرى الفرص فى إفريقيا، حيث لا يرى الكثيرون إلا المشاكل، بينما يكتفى الكثيرون بالحلول السهلة.
وقال ناصر بوريطة إن المغرب أرض الهوية والانتماء الجغرافى والثقافى والتاريخى، وما يمس أفريقيا، يمسنا مباشرة فى المغرب، استقرارنا، مرتبط مباشرة باستقرار قارتنا، تنميتنا تعتمد على تنمية أفريقيا.
هذا ما يجعل المغرب منخرط وملتزم برفع تحديات إفريقيا في جميع المجالات، حيث يشارك حصريا في قوات حفظ السلام فى إفريقيا.
في الأمن الغذائي من خلال المكتب الشريف للفوسفات، يبلغ استثمار المغرب حوالى 5 مليارات دولار فى إفريقيا، لبناء مصانع لإنتاج الأسمدة (إثيوبيا ونيجيريا والجابون).
وفي مجال الطاقة خط أنبوب الغاز الأفريقي الأطلسى الذي سيربط نيجيريا بالمغرب عبر 13 دولة أفريقية على مسافة 6890 كم واستثمار عالمى يزيد عن 25 مليار دولار.
وفي مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية، اختار المغرب دائما المراهنة على الاستثمار وخلق القيمة المضافة، أكثر من التجارة وحدها، وتعبر المبادرات الملكية لمنطقة الساحل والمحيط الأطلسى عن هذه الرؤية.