تصعيد جديد بين فرنسا والجزائر.. باريس تبدأ "ردًا تدريجيًا"

في خطوة تصعيدية جديدة، كشف وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، عن بدء فرنسا تنفيذ "رد تدريجي" ضد الجزائر، يشمل إجراءات منع دخول وقرارات طرد تستهدف جزائريين يحملون جوازات سفر دبلوماسية.
تصعيد بين الجزائر وفرنسا:
وأكد ريتايو، في مقابلة مع صحيفة لو فيغارو، أن السلطات الفرنسية قامت بالفعل بطرد جزائريين لدى وصولهم إلى مطار رواسي بضواحي باريس، مشددًا على أن بلاده أصبحت تشترط تقديم "أمر مهمة" للمواطنين الجزائريين الحاملين لجواز سفر دبلوماسي عند وصولهم إلى الحدود الفرنسية.
توتر متصاعد رغم محاولات التهدئة
تأتي هذه الأزمة بعد ساعات فقط من تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا فيها إلى "استئناف العمل الجاد" حول اتفاقيات الهجرة بين البلدين، في محاولة لتخفيف حدة التوتر.
لكن هذه الدعوة لم تمنع باريس من إبعاد زوجة السفير الجزائري في مالي عند وصولها إلى فرنسا، في خطوة أثارت استياء الجزائر، حيث وصفت الوكالة الجزائرية الرسمية تصرف باريس بأنه "استفزاز مبالغ فيه"، مؤكدة أن زوجة السفير كانت في وضع قانوني وتحمل الوثائق المطلوبة، لكن الشرطة الفرنسية منعتها من الدخول.
علاقات مأزومة بين الماضي والحاضر
تُضاف هذه الأزمة إلى سلسلة توترات متلاحقة بين باريس والجزائر، حيث تشهد علاقات البلدين مدًا وجزرًا منذ استقلال الجزائر عام 1962. وبينما يرى البعض أن هذه التطورات قد تؤدي إلى إعادة رسم العلاقات بين البلدين، يعتقد آخرون أنها مجرد أزمة عابرة في ثوب "عتاب دبلوماسي" لا أكثر.
قال وزير قدامى المحاربين الجزائري، إن المفاوضات بين الجزائر وفرنسا بشأن مفقودي حرب التحرير (1954 - 1962) والتجارب النووية في الصحراء الجزائرية، «بلغ نقطة اللارجوع».
ويتعلق الملف الأول بعشرات الفرنسيين ممن اختفوا غداة استقلال الجزائر، أما الثاني فمرتبط بضحايا تجارب الذرة الذين تطالب الجزائر بدفع تعويضات لهم.
وذكر الوزير الطيب زيتوني ، في مؤتمر صحافي بالعاصمة، أن زيارته إلى فرنسا الشهر الماضي، التي تعد الأولى لوزير مجاهدين جزائري، «أفضت إلى تشكيل لجنة مشتركة تفرعت عنها عدة لجان، لدراسة ملفات المفقودين والتفجيرات النووية بمنطقة رقان (جنوبي الجزائر)، وملف أرشيف الثورة».
وعقدت اللجنة، حسب الوزير، اجتماعين أحدهما في 3 فبراير (شباط) الحالي والثاني في 11 من نفس الشهر. وأحيت الجزائر السبت الماضي، الذكرى الـ56 للتفجيرات النووية الفرنسية بعدة مناطق صحراوية.
وبث التلفزيون الحكومي مشاهد أشخاص أصيبوا بعاهات مستديمة جراء تلك التفجيرات، زيادة على آثارها السلبية على البيئة، وخصوصا المياه الجوفية.