أول تعليق روسي على وقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا

علق الكرملين الروسي، اليوم الثلاثاء، على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلا إن "وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا هو أفضل مساهمة في قضية السلام".
وأضاف الكرملين أن روسيا بحاجة إلى توضيح تفاصيل الخطوة التي اتخذها الرئيس الأمريكي.
جاء قرار ترامب بعدما غير السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا تماما عن طريق فتح محادثات ثنائية مع روسيا في محاولة لإنهاء الصراع.
وأعلن مسؤول في البيت الأبيض مساء أمس الإثنين، أنّ الرئيس دونالد ترامب أمر بتجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا في أعقاب المشادّة العلنية التي وقعت مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي يوم الجمعة الماضي.
وقال المسؤول طالبا عدم نشر اسمه: "نحن نجمّد ونراجع مساعداتنا للتأكّد من أنّها تسهم في التوصّل إلى حلّ" يوقف الحرب بين موسكو وكييف.
وأضاف أنّ "الرئيس أوضح أنّه يركّز على السلام.. نحن بحاجة لأن يلتزم شركاؤنا أيضا بتحقيق هذا الهدف".
وأوضح أنّ قرار التجميد يطول مساعدات عسكرية تمّ إقرارها في عهد الرئيس السابق جو بايدن وسبق لكييف وأن تسلّمت جزءا كبيرا منها، بينما الجزء المتبقّي لم تتسلّمه بعد وهو يشمل عتادا وأسلحة.
ولفت المسؤول إلى أنّ ترامب أصدر هذا القرار بعد اجتماع عقده في البيت الأبيض عصر أمس الإثنين وشارك فيه وزيرا الدفاع بيت هيغسيث والخارجية ماركو روبيو، بالإضافة إلى عدد من كبار مستشاري الرئيس.
وكان من المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بتسليم معدات أكثر بكثير في عام 2025، بشحنات شهرية تتراوح قيمتها من 500 مليون دولار إلى 920 مليون دولار، وفق مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية.
هذا السيناريو توقع الخبراء أن يصب في جانب تعزيز القوة النارية الأوكرانية في جميع المجالات وتعويض الاستنزاف الكبير في الوقت الحالي، قبل أن يقرر ترامب تعليق المساعدات.
ووفق وزارة الخارجية الأمريكية، قدمت الولايات المتحدة حتى الآن، 65.9 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ أن شنت روسيا هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، وحوالي 69.2 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014.
وفي إطار ذلك، استخدم البيت الأبيض سلطة الرئيس في التصرف في مخزون الأسلحة الأمريكي، في 55 مناسبة منذ أغسطس/آب 2021، لتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بلغ مجموعها حوالي 27.688 مليار دولار من مخزونات وزارة الدفاع.
تطبيع العلاقات
من جهة أخرى، اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن أي تطبيع للعلاقات مع الولايات المتحدة يتطلب رفع العقوبات المفروضة على موسكو.
وكان بيسكوف يرد على سؤال حول تقرير لرويترز أفاد بأن الولايات المتحدة تضع خطة لتخفيف العقوبات الروسية في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس دونالد ترامب لاستعادة العلاقات مع موسكو ووقف الحرب في أوكرانيا.
وقال بيسكوف "ربما يكون من السابق لأوانه قول أي شيء. لم نسمع أي تصريحات رسمية، لكن على أي حال، موقفنا تجاه العقوبات معروف جيدا، ونعتبرها غير قانونية".
وأضاف "بالطبع إذا تحدثنا عن تطبيع العلاقات الثنائية، فيجب تحريرها من ذلك العبء المسمى عقوبات".
وكانت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى قد فرضت عقوبات على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.
ونقل تقرير رويترز عن مسؤول أمريكي ومصدر آخر مطلع قولهما إن البيت الأبيض طلب من وزارتي الخارجية والخزانة إعداد قائمة بالعقوبات التي يمكن تخفيفها عن روسيا لكي يناقشها مسؤولون أمريكيون مع مندوبين روس في الأيام المقبلة.