عقب تردد اسمه.. ما هو المجلس العسكري لتحرير سوريا ومن قائده؟
خلال الأيام الماضية، اندلعت اشتباكات عنيفة في ريف اللاذقية، بعد هجوم من «موالين للرئيس السابق بشار الأسد» على قوات لـ«الأمن العام»، ما أسفر عن مقتل عدداً من عناصره، وفق «المرصد السوري».
وقد انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بيان منسوب إلى الضابط في جيش النظام السابق، العميد الركن غياث سليمان دلا، يعلن فيه «إنشاء وانطلاق المجلس العسكري لتحرير سوريا»، بعد «هجوم موحّد» على قوات لـ«الأمن العام» في محافظة اللاذقية، أسفر عن مقتل أكثر من 10 عناصر.
المجلس العسكري لتحرير سوريا
وبحسب ما نشره المجلس العسكري لتحرير سوريا وذكره «البيان الرقم 1»، يهدف المجلس إلى «تحرير كامل التراب السوري من جميع القوى المحتلة الإرهابية»، و«إسقاط النظام القائم وتفكيك أجهزته القمعية الطائفية المَقيتة».
ودعا البيان السوريين من مختلف الطوائف والمناطق والأعراق إلى «الانضمام إلى صفوفنا والوقوف معنا في هذه المرحلة التاريخية»، والمجتمع الدولي إلى «دعم إرادة المجتمع السوري في التحرر من الظلم والاستبداد المقنّع بمصطلحات فضفاضة عليه».
وبحسب تصريحات مصدر أمني للجزيرة: إن «المجلس العسكري الذي شكله العميد غياث دلا وسع نفوذه وتحالف مع قيادات سابقة بجيش المخلوع، بشار الأسد على علم بالتنسيق الجاري بين جميع المجموعات المسلحة بدعم وإشراف دولة خارجية».
وأكد أن «المجلس العسكري بقيادة غياث دلا تلقى دعما ماليا من حزب الله والمليشيات العراقية، وحصل على تسهيلات لوجستية من قوات سوريا الديمقراطية».
العميد غياث دلا
برز اسم العقيد السابق في قوات نظام بشار الأسد، غياث دلا كقائد لعمليات شنها مسلحون مرتبطون بالنظام السابق، في محافظتي طرطوس واللاذقية على الساحل السوري ضد قوات الأمن والجيش بسوريا.
وخدم العقيد غياث دلا في صفوف الفرقة الرابعة بقوات النظام السابق التي كان يقودها ماهر الأسد شقيق بشار.
غياث دلا من عائلة علوية
ويوصف دلا المنحدر من عائلة علوية تقيم في بلدة بيت ياشوط في ريف اللاذقية بأنه تلميذ لماهر الأسد.
وقد حمل بيان نشر الخميس، تحت مسمى "المجلس العسكري لتحرير سوريا" توقيع غياث دلا والذي أعلن فيه بدء عملية ضد قوات الأمن السورية.
إرادة الشعب السوري
وزعم دلا في البيان أن "هذا المجلس يمثل إرادة الشعب السوري الوطني الحر ويهدف إلى تحقيق الأهداف التالية: تحرير كامل التراب السوري من جميع القوى المحتلة والإرهابية.. وإسقاط النظام القائم وتفكيك أجهزته القمعية الطائفية المقيتة، وحماية أرواح وممتلكات المواطنين السوريين".
وانضم غياث دلا في سن مبكرة إلى اللواء 42 في الفرقة الرابعة - دبابات، قبل أن يقودها ماهر الأسد.
وخلال السنوات السابقة شارك دلا في مجازر عدة بحق السوريين منذ اندلاع الثورة السورية في 18 مارس/ آذار 2011 والتي انتصرت بفرار بشار الأسد من دمشق فجر الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024 إلى روسيا.
في أغسطس/ آب 2012 شارك "دلا" بمجزرة داريا الكبرى، بريف دمشق، والتي راح ضحيتها أكثر من 700 قتيل بينهم أطفال ونساء وعوائل كاملة.
وفي مارس/ آذار 2013، شنت "الفرقة الرابعة" حملة أشد قسوة ضد معضمية الشام بريف دمشق، قتل فيها حوالي 2000 مدني بينهم أكثر من 60 سيدة و100 طفل، وتجاوز عدد الجرحى 3000.
كما شارك دلا في تهجير أهالي حي القابون الدمشقي، قبل تحويله إلى كومة من الركام في معاقبة كبيرة لأهالي الحي الذين شاركوا في الثورة السورية منذ بدايتها.
واستفحلت غطرسة غياث دلا بصورة واضحة في معركة المليحة بريف دمشق عام 2014، والتي استمرت أكثر من 40 يومًا، وانتهت بسيطرة قوات النظام السابق على البلدة بعد تدميرها بالكامل، حيث كانت "الفرقة الرابعة" المشاركة بقيادة دلا آنذاك.
وقد شكل دلا قوات "الغيث" عام 2017 والتي تتكون من 500 مقاتل أغلبهم من الطائفة العلوية، ولها علاقات كبيرة مع إيران.
وقد شاركت قواته"في معارك جنوب دمشق وريفها ضد قوات المعارضة آنذاك، حيث جرى تهجير أكثر من 150 ألف مدني من مدينة حرستا بريف دمشق وتدمير واسع للمدينة بعد استخدام صواريخ "جولان" العشوائية.
وغياث دلا مدرج على قائمة العقوبات الأميركية منذ 5 سنوات بسبب دوره في قمع الثورة السورية.
