مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

خطط إسرائيل الشيطانية ضد غزة.. حصار شامل يشمل قطع الكهرباء والمساعدات الغذائية وحظر الأونروا

نشر
رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

في تصعيد غير مسبوق لسياساتها القمعية، تُواصل «إسرائيل» تنفيذ خطط شيطانية تهدف إلى مُحاصرة «قطاع غزة» بشكل شامل، في خطوة تتجاوز كل الحدود الإنسانية. فقد بدأت حكومة الاحتلال بفرض حصار خانق على غزة، يتضمن «قطع إمدادات الكهرباء والمساعدات الغذائية الأساسية، فضلاً عن حظر عمل وكالة الأونروا التي تُقدم الدعم لملايين اللاجئين الفلسطينيين»

مسلسل العقاب الجماعي

هذه الإجراءات القاسية تُمثّل حلقة جديدة في «مسلسل العقاب الجماعي» الذي قد يُؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة، ويعكس مدى تعنت الاحتلال الإسرائيلي في تجاهل كافة المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية.

تعطيل إمدادات الكهرباء

وفي خطوة مُثيرة للجدل، أصدر وزير الطاقة الإسرائيلي، «إيلي كوهين»، قرارًا بوقف إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة، مُوضحًا أن الأوامر قد أُعطيت لشركة الكهرباء الإسرائيلية بتنفيذ القرار فورًا، في وقت حذر فيه جيش الاحتلال من تأثير هذه الإجراءات على حياة المحتجزين الإسرائيليين في غزة.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أن قرار وقف إمدادات الكهرباء إلى غزة لم يكن نتيجة مداولات حكومية رسمية، بل جزء من الإجراءات العقابية الإسرائيلية ضد القطاع. ووفقًا لمصادر إسرائيلية، تدرس الحكومة أيضًا فصل إمدادات المياه عن غزة، بدءًا من شمال القطاع.

ومُنذ السابع من أكتوبر، توقفت إسرائيل عن توفير إمدادات الكهرباء لقطاع غزة بشكل كامل تقريبًا، باستثناء خط «القلعة» المرتبط بمحطات تحلية المياه. وكان هناك عشرة خطوط كهرباء تغذي القطاع، لكن معظمها تعرض للتدمير جراء القصف الإسرائيلي. ومع توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، أصبح القطاع يعتمد بشكل كامل على المولدات الكهربائية.

Israel Cuts Off Electricity Supply To War-Torn Gaza - News18
تعطيل إمدادات الكهرباء في غزة

تعليق عمل محطات تحلية المياه

وأسهم قرار وقف الكهرباء في تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث أفادت بلدية دير البلح بأن إسرائيل أوقفت الكهرباء عن محطتين رئيسيتين لتحلية المياه، ما أدى إلى انقطاع المياه عن 70% من سكان المدينة. رغم ذلك، نفت مصادر إسرائيلية الاتهامات، مُدعية أن السبب هو «خلل فني».

ووفقًا لتقارير منظمات الإغاثة الدولية، فإن حركة حماس تمتلك ما يكفي من الوقود لتشغيل المولدات لمدة 45 يومًا فقط، وبعدها ستنهار جميع الخدمات الأساسية في القطاع. ورغم التحذيرات التي أطلقتها المنظمات الإنسانية من احتمال انتشار الأمراض، أصرّت إسرائيل على تنفيذ قرارها، مُتجاهلة تداعياته على المحتجزين الإسرائيليين وسكان غزة.

استخدام «التجويع» كوسيلة ضغط

وفي الأول من مارس، لجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مُجددًا إلى «سلاح التجويع» ضد الفلسطينيين في غزة، في محاولة للضغط على حركة حماس لقبول مقترح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي يقضي بتمديد وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن وقف دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مُبررًا ذلك برفض حركة حماس للعرض الأمريكي. وقال البيان الرسمي: «لن نسمح بتمديد وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح رهائننا، وإذا استمرت حماس في رفضها، ستكون هناك عواقب أخرى».

وردًا على هذه الخطوة، اعتبر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة القرار «حرب تجويع»، مشيرًا إلى أن «المساعدات التي تم إدخالها إلى القطاع في الأسابيع الأخيرة لا تُغطي احتياجات السكان لأكثر من أسبوع واحد».

الانسحاب من منظمة الصحة العالمية

وفي إطار سياستها التصعيدية، تسعى إسرائيل إلى الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، وهو ما قد يؤثر سلبًا على الدعم الصحي لسكان غزة. ووفقًا لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، نفذت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في غزة، استهدفت أكثر من 591 ألف طفل، في محاولة لمنع انتشار الأمراض.

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن قرار إسرائيل بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية يُثير قلق خبراء الصحة، حيث يعتمد قطاع غزة على المساعدات الطبية الدولية لمواجهة الأزمات الصحية المتزايدة. وحذر الخبراء من أن غياب التنسيق مع المنظمة سيُسهم في تفاقم الوضع، ما قد يُؤدي إلى كارثة إنسانية، خاصة في ظل تزايد حالات سوء التغذية ونقص الأدوية.

U.N. begins polio vaccination in Gaza as fighting rages | Reuters
تطعيم ضد شلل الأطفال في غزة

حظر «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا)

وفي 17 فبراير الماضي، أعلن مكتب الحكومة الإسرائيلية، عن توجيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتطبيق قانون حظر «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) في إسرائيل. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن القرار يأتي في سياق مساعي إسرائيل لإنهاء دور الوكالة في الأراضي الفلسطينية، مُستندة إلى مزاعم حول صلاتها بحركة حماس.

ويُعتبر حظر «الأونروا» خطوة خطيرة، حيث يعتمد أكثر من مليون لاجئ فلسطيني في غزة على خدماتها في مجالات التعليم والصحة والغذاء. ووفقًا لتقارير أممية، فإن إيقاف عمل المنظمة سيُؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، مما يترك آلاف العائلات دون مصدر دعم أساسي.

تصعيد وشيك.. إسرائيل ترسم سيناريوهات جديدة لمواجهة «حماس» وتحشد لاستئناف العمليات العسكرية

في ظل تصاعد التوتر الإقليمي وغياب أي أفق للتهدئة، تضع «إسرائيل» سيناريوهات جديدة لمواجهة «حماس»، وسط تحركات عسكرية مُكثفة واستعدادات ميدانية تعكس نية واضحة لاستئناف العمليات القتالية في «قطاع غزة». ومع تصاعد التهديدات المُتبادلة، تبدو المنطقة على أعتاب جولة جديدة من التصعيد قد تُعيد إشعال المواجهة بين الجانبين في أي لحظة.