حيوان مفترس يهاجم جنوداً إسرائيليين.. ماذا حدث على الحدود مع مصر؟

أكدت عدة وسائل إعلام إسرائيلية، وقوع حادثة غير عادية على الحدود بين مصر وإسرائيل، حيث هاجم حيوان بري يُعرف بـ«الوشق المصري» مجموعة من الجنود الإسرائيليين في منطقة جبل حريف بصحراء النقب .

وتابعت أن مفتش المحميات اصطاد الحيوان وتبين أنه الوشق المصري، تم نقله إلى مستشفى متخصص لفحصه.
وقد أدى إلى إصابة عدد من الجنود بجروح متفاوتة، تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة، نتيجة عضات وخدوش، وذلك بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» وموقع «والا».
تفاصيل الحادث
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الحادثة وقعت أثناء دورية روتينية للجنود في المنطقة الحدودية، وتم استدعاء مفتش من هيئة الطبيعة والمحميات للتعامل مع الحيوان بعد الحادثة، ونقلت القناة 13 الإسرائيلية أن الحيوان تسلل عبر الحدود المصرية.
وفوجئ الجنود الإسرائيليون بهجوم حيوان «الوشق» المفاجئ، حيث لم يكن الحيوان ضمن التهديدات المتوقعة في تلك المنطقة المحصنة، وفق ما ذكرته القناة 14 الإسرائيلية، مؤكدة أنه لم يتم الإبلاغ عن وفيات، لكن الجنود المصابين نُقلوا إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع لتلقي العلاج، وأفادت تقارير أولية أن الحيوان قُتل لاحقًا على يد القوات الإسرائيلية بعد محاولات للسيطرة عليه.
ما هو «الوشق المصري»؟
يُعد "الوشق المصري" أو القط البري، ذلك الفهد الصغير، والذي يلقبه العامة بصياد القرود، أو القاتل الطائر، لخفة حركته أثناء الانقضاض علي الفريسة، أحد الحيوانات الثديية آكلة اللحوم، التي تنتمي إلى فصيلة السنوريات.

ويستوطن الغابات والسافانا والمستنقعات والصحاري، ويفضل المناطق الجافة ذات الأمطار المنخفضة، وهو حيوان واسع الإنتشار، فيمكن أن تراه في بعض دول إفريقيا والشرق الأوسط وأسيا الغربية حتى إيران والهند، يطلق عليه الكثير من الأسماء منها الوشق الفارسي، والوشق الإفريقي، والشرق الأوسط، بما في ذلك شبه جزيرة سيناء في مصر وأم ريشات، والتُفه، والوشق الصحراوي، وأيضا بالكراكال أو القرقول أو عنّاق الأرض.
ويتميز بجسمه الرشيق، أذنيه الطويلتين المزينتين بخصلات سوداء، وفرائه البني المائل إلى الحمرة، يبلغ طوله نحو 60-90 سم (باستثناء الذيل)، ويزن بين 8-19 كجم.
مفترس شرس يتغذى على الطيور
يُعرف «الوشق» بقدرته العالية على القفز والتسلق، وهو مفترس شرس يتغذى على الطيور، القوارض، وحتى الحيوانات الصغيرة مثل الأرانب البرية، وفقًا لخبراء الحياة البرية، فإن «الوشق» حيوان انفرادي وعادة ما يتجنب البشر، لكن قد يصبح عدوانيًا إذا شعر بالتهديد أو اقترب من منطقته، ويُعتقد أن وجوده على الحدود قد يكون مرتبطًا بتغيرات بيئية أو بحثا عن الطعام، خصوصاً مع تراجع أعداده في المناطق البرية بسبب الصيد وفقدان الموائل.

سلطة الطبيعة والمتنزهات
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تقريرا ذكرت فيه أن سلطة الطبيعة والمتنزهات تسعى للحصول على مساعدة من سكان وادي عربة المحليين في تحديد مكان ابراص وسحالي مصرية بدأت في الانتشار بالإقليم وتتكاثر بسرعة رهيبة وتلتهم المحاصيل الزراعية.
قال شاي ميري أستاذ العلوم بجامعة تل أبيب إن السحالي والأبراص المصرية يمكنها أن تلتهم أي شيء ويمكنها التغلب على أي مقاومة، ولديها القدرة على التسبب في أضرار جسيمة لأي نظام بيئي، مؤكداً أن سلطة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية تسعى إلى الحصول على مساعدة من السكان في تحديد مواقع هذه الأنواع تمهيداً لمحاصرتها ومنع انتشارها أكثر من ذلك.

وقال إنه جرى رصد السحالي المصرية وهي تأكل الطيور الصغيرة، مضيفاً أنها تعتبر من الأنواع العدوانية للغاية وهي تعض بقوة وتتكاثر في دورة حياة سريعة.
وأضاف ميري أن تقييمه أكد أن هذه الأبراص والسحالي المصرية قضت على جميع الأبراص المحلية وباتت تشكل خطراً على الوضع البيئي في إسرائيل وتهدد بالتهام كافة المحاصيل الزراعية.
وعلى حسب التقرير، لم تستطع سلطة الطبيعة والحدائق تحديد كيفية انتقال الأنواع على طول الطريق إلى وادي عربة، مما دفعها إلى طلب المساعدة من السكان المحليين.

تفاعل واسع وردود فعل مع الواقعة
أثارت الواقعة ردود فعل متباينة داخل إسرائيل، ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الحادثة بأنها «غير اعتيادية»، وأكد أن الجيش فتح تحقيقًا لمعرفة كيف تمكن الحيوان من عبور الحدود رغم الإجراءات الأمنية المشددة، ونقلت «جيروزاليم بوست» عن مصدر عسكري قوله: «نحن مستعدون لمواجهة الإرهابيين والمهربين، لكن هجوم حيوان بري يُظهر أن الطبيعة قد تكون خصمًا غير متوقع».
الوشق المصري قرر الانضمام إلى المقاومة
في السياق السياسي، استغل بعض المسؤولين الحادثة للتشكيك في فعالية السياج الحدودي مع مصر، الذي أُنشئ بتكلفة مئات الملايين لمنع التسلل، وعلق عضو كنيست من حزب «الليكود» قائلاً: «إذا كان بإمكان حيوان أن يتجاوز الحدود، فماذا عن تهديدات أكبر؟»، بينما رأى آخرون، بحسب موقع «والا» أن الحادثة تعكس «تحديات جديدة» تتجاوز التهديدات البشرية التقليدية.
كما تقاعل إسرائيليون، بسخرية مع الحادثة، وفي منشورات على منصات التواصل الاجتماعي، كتب أحد المستخدمين: «يبدو أن الوشق المصري قرر الانضمام إلى المقاومة!»، بينما تساءل آخرون عن سبب وجود حيوان بري في منطقة عسكرية محصنة.