في يومين.. إثيوبيا تعلن مقتل 317 من مليشيات فانو

دخلت إثيوبيا مرحلة جديدة من التصعيد العسكري والسياسي، مع احتدام المواجهات بين الجيش الفيدرالي ومليشيات فانو في إقليم أمهرة، في وقتٍ يشهد فيه إقليم تيغراي صراعًا داخليًا يهدد باندلاع نزاع أوسع.
ويبدو أن الانقسامات داخل جبهة تحرير تيغراي والصراع على النفوذ بين قادتها، إضافة إلى اتهامات بالتنسيق مع مليشيات مسلحة، تزيد من حالة عدم الاستقرار.
وأعلن جيش إثيوبيا، الجمعة، عن نجاحه في القضاء على أكثر من 300 عنصر من مليشيات فانو خلال اشتباكات استمرت يومين في إقليم أمهرة شمالي إثيوبيا، في إطار العمليات العسكرية التي ينفذها ضد الجماعات المسلحة التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
ووفقًا لبيان صادر عن الجيش في إثيوبيا، فإن قواته تمكنت من إحباط هجوم واسع كانت تخطط له المليشيات، حيث تم تدمير مجموعة قتالية قوامها 317 عنصرا، كانت تحاول شن عمليات ضد مواقع الجيش في إثيوبيا.
وأعلن الجيش في إثيوبيا، أن عمليته العسكرية الناجحة ضد مليشيات فانو، أسفرت عن مقتل 317 عنصرًا، وأسر 41 آخرين، إضافة إلى جرح 125 واستسلام 27.
كما تمكنت القوات في إثيوبيا من مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، بما في ذلك مدافع رشاشة وبنادق هجومية وقنابل وأجهزة اتصال لاسلكية.
واتهم البيان الجنرال «مجيبي هايلي»، أحد القادة البارزين في جبهة تحرير تيغراي، بأنه العقل المدبر وراء هذه الهجمات، مشيرًا إلى أنه لا يزال يعمل على تجنيد الشباب ودفعهم إلى القتال دون أي تأهيل عسكري، الأمر الذي يؤدي إلى استنزاف طاقاتهم وزعزعة الاستقرار في الإقليم.
صراع داخلي في «تيغراي»
ويشهد إقليم تيغراي في إثيوبيا انقسامات حادة بين قادة الجبهة، ما أدى إلى تطور صراعات داخلية تهدد باندلاع حرب جديدة في المنطقة.
ويتصدر الجنرال «مجيبي هايلي» قائمة الشخصيات التي تتهمها حكومة إثيوبيا بالتورط في تأجيج التوترات، حيث أشار البيان إلى أنه انحاز مؤخرًا إلى الصراع الدائر بين رئيس الإدارة المؤقتة للإقليم، «جيتاتشو ردا»، المعين من قبل رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، وزعيم جبهة تحرير تيغراي «دبراصيون جبراميكائيل».
ووفقًا للجيش في إثيوبيا، فإن الجنرال «هايلي» كان له دور رئيسي في قيادة الصراعات المسلحة خلال حرب تيغراي عام 2020، ويحاول حاليًا تنفيذ سيناريو مماثل في إقليم أمهرة عبر تحريض الشباب على الانضمام إلى مليشيات فانو، واستغلالهم لتحقيق مصالحه الشخصية، بما في ذلك تهريب الذهب عبر الحدود الإريترية.

ارتباطات مع مليشيات فانو
ويتهم الجيش في إثيوبيا «مجيبي هايلي» بتنسيق تحركات مع مليشيات فانو وجيش دولة مجاورة بهدف تقويض الحكومة المركزية في أديس أبابا.
وأفادت مصادر عسكرية في إثيوبيا، بأن هايلي حاول مرتين تنفيذ هجمات ضد الجيش الفيدرالي تحت ذريعة استعادة مناطق في غرب تيغراي، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، ما دفعه إلى الفرار وتفكيك قواته.
مخاوف من نزاع إقليمي
تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه المخاوف من اندلاع حرب إقليمية جديدة، خاصة مع ورود تقارير تفيد بإرسال إثيوبيا تعزيزات عسكرية إلى حدودها الشمالية مع إريتريا.
ويخوض الجيش في إثيوبيا مواجهات متواصلة مع مليشيات فانو في مناطق عدة من إقليم أمهرة منذ أكثر من عامين، دون أن تلوح في الأفق بوادر لحل سياسي ينهي الصراع.