تسريب عسكري حساس بشأن «الحوثيين» يُفجّر غضب الكونجرس الأمريكي ضد إدارة ترامب

في تطور مُفاجئ، تفجرت موجة غضب داخل «الكونجرس الأمريكي»، عقب تسريب سري يكشف عن خطط إدارة الرئيس «دونالد ترامب» لاستهداف جماعة «الحوثيين» في اليمن. وأثار التسريب، الذي تضمن معلومات "حساسة" حول الضربات المُحتملة، جدلًا واسعًا بين المشرعين، وسط اتهامات لإدارة ترامب بعدم الشفافية وتعريض المصالح الأمريكية للخطر. وبينما يُطالب أعضاء الكونجرس بتحقيق عاجل في ملابسات التسريب، تتزايد التساؤلات حول تداعيات هذه المعلومات على السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط.
الكونجرس الأمريكي يشتعل غضبًا
وفي هذا الصدد، شهد «الكونجرس الأمريكي»، حالة من الغضب بعد إعلان رئيس تحرير «ذا أتلانتيك» عن إدراجه بطريق الخطأ في محادثة مُشفرة لإدارة ترامب عبر "سيغنال"، تضمنت مناقشات حول "استهداف الحوثيين".
وكشف صحفي أمريكي، عن خطأ "فادح" ارتكبه فريق الأمن القومي للرئيس «دونالد ترامب»، حيث تم إضافته بالخطأ إلى دردشة سرية للغاية تتعلق بالضربات العسكرية في اليمن، مما أدى إلى تسريب معلومات حساسة.
وبدأ مستشار الأمن القومي، «مايك والتز»، محادثة سرية عبر تطبيق "سيغنال"، وهو تطبيق مراسلة مشفر، ضمت شخصيات بارزة، بينهم نائب الرئيس «جي دي فانس»، ووزير الخارجية «ماركو روبيو»، ووزير الدفاع «بيت هيجسث»، ومديرة الاستخبارات الوطنية «تولسي غابارد».
كما كانت المجموعة تضم مُمثلًا عن وكالة الاستخبارات المركزية، ومستشار ترامب «ستيفن ميلر»، ورئيسة موظفي البيت الأبيض «سوزي وايلز»، في حين أن الصحفي «جيفري غولدبرغ»، رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، فُوجئ بوجوده في المحادثة بعد أن تم إضافته بالخطأ.
ودعا عدد من "الديمقراطيين" إلى فتح تحقيق رسمي ومحاسبة المسؤولين الأمنيين القوميين الذين تسببوا في هذا الخطأ.
وقال النائب «كريس ديلوزيو»، ديمقراطي من بنسلفانيا، وهو عضو لجنة القوات المسلحة، في بيان لوكالة "أكسيوس" الأمريكية: "هذا خرق صارخ للأمن القومي ويجب أن تسقط الرؤوس".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى إجراء تحقيق كامل وجلسة استماع في هذا الأمر من قبل لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، في أقرب وقت ممكن".
وقالت النائبة «سارة جاكوبس» ديمقراطية من كاليفورنيا، وهي عضو آخر في لجنة القوات المسلحة: "لا يُمكننا أن نعتبر هذا خطأ بسيطا - يجب طرد الأشخاص بسبب هذا".
غضب الكونجرس الأمريكي ضد إدارة ترامب
وكان الأشخاص الذين تم تحديد هويتهم على أنهم وزير الدفاع «بيت هيجسيث»، ومستشار الأمن القومي «مايكل والتز»، ونائب الرئيس «فانس»، من بين الأشخاص الثمانية عشر في الدردشة عبر تطبيق "سيغنال"، وفقًا لرئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك" جيفري غولدبرغ.
وأفاد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي «براين هيوز» في بيان :"في هذا الوقت، يبدو أن سلسلة الرسائل التي تم الإبلاغ عنها أصلية، نحن نراجع كيف تمت إضافة رقم غير مقصود إلى السلسلة".
وأضاف: "يعد هذا دليلًا على التنسيق السياسي العميق والمدروس بين كبار المسؤولين، ويظهر النجاح المستمر لعملية ضرب الحوثيين وعدم وجود أي تهديدات لأفراد قواتنا أو لأمننا القومي".
وقال النائب «دون بيكون» جمهوري من نبراسكا، وهو عضو آخر في لجنة القوات المسلحة وعميد سابق في القوات الجوية، لوكالة "أكسيوس": "لقد أرسلت عن طريق الخطأ رسالة نصية إلى الشخص الخطأ، هذا ما حدث لنا جميعا". لكنه أضاف أن "العمل غير العادل كان إرسال هذه المعلومات عبر شبكات غير آمنة، وما كان ينبغي إرسال أي من هذه البيانات إلى أنظمة غير آمنة".

بدوره حذر النائب الجمهوري «مايك لولر»، قائلًا: "يجب وضع الضمانات اللازمة لضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى".
كما أكد النائب «ديريك فان أوردن» جمهوري من ولاية ويسكونسن، أنه "يجب أن يكون هناك شكل من أشكال المساءلة الإدارية - مثل إعادة التدريب - إذا كان الاختراق خطأ".
وصرح النائب «ديريك فان أوردن» بأنه "إذا كان الأمر مُتعمدًا، فيجب أن تكون هناك "مساءلة قانونية". مُؤكدًا أن "مثل هذه الإجراءات الانتقامية انعدمت خلال السنوات الأربع الماضية في ظل إدارة بايدن".
رد فعل رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون
وقدّم رئيس مجلس النواب «مايك جونسون» رد فعل دفاعيًا أكثر، حيث أوضح أن الإدارة "اعترفت بأنها كانت على خطأ". وقال للصحفيين أن"الإدارة ستشدد الإجراءات وتتأكد من عدم تكرار ذلك.. لا أعرف ماذا يمكنني أن أقول في هذا الشأن".
وعلّق السيناتور «مارك وارنر» ديمقراطي من ولاية فرجينيا، وهو أكبر عضو ديمقراطي في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، على القضية، قائلًا: "إن هذه الإدارة تتلاعب بالمعلومات الأكثر سرية في بلادنا، وهذا يجعل جميع الأمريكيين أقل أمانا".
هذا وأشار النائب «جيم هايمز» ديمقراطي من ولاية كونيتيكت، نظير «وارنر» في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، إلى أنه يُخطط للضغط على هذه القضية في جلسة الاستماع المقررة للجنة يوم الأربعاء. قائلًا: "إذا قام مسؤول أدنى رتبة تحت قيادتهم بما هو موصوف هنا، فمن المرجح أن يفقد تصريحه الأمني ويخضع للتحقيق الجنائي".
«ترامب» يتخذ قرارًا حاسمًا تجاه «أنصار الله» اليمنية.. تصعيد أمريكي جديد ضد «الحوثيين»
وفي وقت سابق، اتخذ الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، قرارًا حاسمًا تجاه حركة «أنصار الله» اليمنية، بإدراجها على «قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية»، مما يُشكل تصعيدًا جديدًا في العلاقات الأمريكية مع «الحوثيين»، وسط ترحيب «حكومة اليمن» بهذا القرار الذي يُعد جزءًا من الاستراتيجية الأمريكية لتأمين استقرار المنطقة، مُعتبرة أنَّه «يُعد خطوة مهمة على طريق مواجهة هذه الميليشيات، التي تُواصل تهديد الأمن الإقليمي والدولي».