مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

إيران والملف النووي: مفاوضات تحت تهديد السلاح

نشر
النووي الإيراني
النووي الإيراني

في تطور جديد يشهد تصعيدًا بين طهران والغرب، يتصاعد الملف النووي الإيراني ليأخذ منحى التهديد والتفاوض معًا، لطالما كانت القضية النووية الإيرانية مصدر قلق كبير في الشرق الأوسط والعالم، حيث تتنازع القوى الكبرى مع إيران حول طبيعة برنامجها النووي الذي بدأ في السبعينيات وكان جزءًا من طموح شاه إيران لبناء حضارة نووية سلمية، ومع اندلاع الثورة الإيرانية، توقفت الأنشطة النووية لتستأنف في التسعينيات، مدعومة من روسيا. 

تطورات الأحداث في إيران:

اليوم، يُحاط البرنامج النووي الإيراني بتوترات بين طهران والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، في ظل تهديدات باستخدام القوة العسكرية والتأكيدات الإيرانية على سلمية البرنامج، بينما ترتفع المخاوف من تحويله إلى برنامج عسكري يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.

مراحل تطور البرنامج النووي الإيراني

يرجع تاريخ البرنامج النووي الإيراني إلى السبعينيات من القرن الماضي عندما دشن الشاه محمد رضا بهلوي مشروعه الطموح للطاقة النووية السلمية، والذي كان يسعى من خلاله إلى تحقيق "الحضارة الإيرانية الكبرى"، كان هذا البرنامج مدعومًا من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا. ولكن بعد اندلاع الثورة الإيرانية في عام 1979 وما تلاها من حرب مع العراق، توقف البرنامج النووي.

وفي التسعينيات، أعيد إحياء البرنامج النووي الإيراني، ولكن هذه المرة بدعم روسي. تضم المنشآت النووية الإيرانية أربع فروع رئيسية: مراكز للبحث، مواقع للتخصيب، مفاعلات نووية، ومنشآت لليورانيوم، من أبرز المنشآت الإيرانية: مجمع طنز، ومنشأة فوردو، ومنشأة أصفهان، ومفاعل بوشهر ومفاعل خونداب. كما أن منشأة غشين لليورانيوم تُعد من أهم المواقع النووية الإيرانية.

الرقابة الدولية والتهديدات العسكرية

تخضع المنشآت النووية الإيرانية لرقابة مستمرة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث يتم إجراء عمليات تفتيش منتظمة على هذه المواقع. وتقدم الوكالة تقارير دورية حول الأنشطة النووية في إيران، مما يساهم في مراقبة تطور البرنامج.

ومع ذلك، فإن الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية تجاه البرنامج النووي الإيراني تتمثل في استنزافه تدريجيًا. حيث تم استهداف الكوادر الإيرانية المتخصصة في مجال التكنولوجيا النووية سواء عبر الاغتيالات أو الاختطاف، مما يعكس نية الغرب في تعطيل هذا البرنامج.

مخاوف من الانتقال إلى الأسلحة النووية

مفاوضات النووي الإيراني

بحسب تقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير الماضي، وصل مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء 60%، وهي نسبة تقترب من النقاء المطلوب لصنع الأسلحة النووية الذي يصل إلى 90%، كما ارتفع مخزون اليورانيوم المخصب الإيراني إلى أكثر من 244 كيلوجرامًا، ما يثير القلق الدولي من احتمالية تحول هذا البرنامج إلى برنامج عسكري.

البرنامج النووي الإيراني: بين السلمية والتهديدات

إيران تصر على أن برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية، وتؤكد أنه يهدف فقط إلى تلبية احتياجات الطاقة الوطنية. ولكن سياستها النووية تبقى واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل في الشرق الأوسط.

 بالنسبة لإيران، يُعتبر البرنامج النووي جزءًا أساسيًا من العقيدة الدفاعية للبلاد، حيث تسعى طهران من خلاله إلى تعزيز أمنها القومي، فرض سيادتها، وضمان الردع الاستراتيجي.

أما بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، فإن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدًا كبيرًا لاستقرار المنطقة، إذ يمكن أن يغير المعادلة الاستراتيجية في الشرق الأوسط. 

واشنطن ترى في الطموحات النووية الإيرانية تهديدًا لأمن حلفائها في المنطقة، خاصة مع تزايد المخاوف من أن إيران قد تسعى إلى إنتاج أسلحة نووية في المستقبل.

الملف النووي الإيراني يدخل مرحلة جديدة من التوترات والمفاوضات المعقدة، حيث تسعى طهران لتحقيق توازن استراتيجي في المنطقة مع تمسكها بحقها في امتلاك برنامج نووي.

وفي المقابل، يواصل الغرب الضغط على إيران لتجنب تحول هذا البرنامج إلى تهديد عسكري حقيقي. في ظل هذه الظروف، تبقى منطقة الشرق الأوسط في حالة ترقب للمستقبل القريب، حيث يمكن أن تؤثر تطورات البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير على الأمن الإقليمي والدولي.