السودان يحث المجتمع الدولي على تكثيف الضغوط على المتمردين

قدمت البعثة الدائمة لجمهورية السودان لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، اليوم الخميس، إحاطة شاملة للبعثات الدبلوماسية المعتمدة، استعرضت خلالها تطورات الأوضاع الإنسانية والأمنية في البلاد، في ضوء النزاع المستمر مع قوات الدعم السريع.
وخلال الجلسة، أكد السفير مجدي أحمد مفضل النور، المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، أن تكثيف الضغوط الدولية على متمردي الدعم السريع وداعميهم الإقليميين يمثل المفتاح الحقيقي لإنهاء الأزمة الإنسانية وتحقيق السلام في السودان.
ودعا السفير المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده الإنسانية، والتركيز على تهيئة البيئة الآمنة لعودة النازحين واللاجئين، من خلال تنفيذ مشاريع سريعة العائد وتوفير سبل كسب العيش، إلى جانب دعم جهود إعادة الإعمار في المناطق المحررة، وتعزيز العمل الإنساني في المناطق التي ما تزال تحت سيطرة المتمردين. كما شدد على أهمية تقديم الدعم الفني وبناء القدرات، والتحضير لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار السودان، وتوسيع نطاق التواصل الدبلوماسي مع الحكومة السودانية.
وفيما يتعلق بالشق الاقتصادي، جدد السفير السوداني دعوته إلى تسريع إجراءات إعفاء ديون السودان، وفتح الأسواق الدولية أمام صادراته، كخطوة محورية لتعزيز الاستقرار والتنمية في البلاد.
وفي السياق ذاته، قدم السفير إحاطة حول أبرز التطورات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مشيرًا إلى التقدم الميداني الكبير الذي أحرزته القوات المسلحة السودانية، بما في ذلك تحرير العاصمة الخرطوم، وعودة آلاف النازحين واللاجئين إلى ديارهم.
كما تطرق إلى ما وصفه بـ"المذبحة البشعة" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في معسكر زمزم للنازحين، مؤكدًا أن السودان قد تقدم بشكوى رسمية ضد دولة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، على خلفية ما وصفه بـ”تورطها في الإبادة الجماعية” التي استهدفت جماعة المساليت في ولاية غرب دارفور.
الإحاطة تخللتها عروض مصوّرة فوتوغرافية ومرئية وثقت حجم الدمار غير المسبوق الذي تعرضت له العاصمة الخرطوم، واستهداف البنية التحتية الحيوية بما فيها محطات الكهرباء، إضافة إلى مشاهد مؤثرة للعودة الطوعية للمواطنين من جمهورية مصر العربية، وجرائم ارتكبتها القوات المتمردة في العاصمة ومعسكر زمزم.
وتُعد هذه الجلسة جزءًا من جهود دبلوماسية سودانية متواصلة لشرح تطورات الأزمة للمجتمع الدولي، وحشد الدعم الإنساني والسياسي لإعادة الاستقرار إلى البلاد.