مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

النووي الإيراني.. محادثات شائكة وملف يكتنفه الغموض

نشر
مفاوضات طهران وواشنطن
مفاوضات طهران وواشنطن

يُعد الملف النووي الإيراني من أكثر الملفات الدولية تعقيدًا وتشابكًا، حيث لا تزال تفاصيله محاطة بالغموض، في ظل تغيرات متسارعة وتضارب في المواقف بين طرفيه الرئيسيين: طهران وواشنطن.

مفاوضات الملف النووي:

في الوقت الذي تحاول فيه إيران الظهور بمظهر الطرف المنفتح على الحوار، تتصاعد الشكوك الدولية بشأن نواياها. تقارير حديثة كشفت عن قيام طهران بتطوير مجمّعين من الأنفاق يُعتقد أنهما مرتبطان بمنشآت تخصيب اليورانيوم، ما أثار قلقًا متزايدًا داخل الإدارة الأميركية.

واشنطن لم تخفِ قلقها، ملوّحة بإمكانية القبول ببرنامج نووي إيراني "سلمي"، شرط ألا يتم تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية، معتبرة أن تجاوز هذا الشرط سيجعل المفاوضات بلا معنى، وقد يدفع بالولايات المتحدة نحو الخيار العسكري.

من جهتها، تجاهلت طهران التهديدات الأميركية، وعبّرت عبر وزير خارجيتها عباس عرقجي عن رغبتها في التفاوض على اتفاق مؤقت، معتبرة أن طبيعة الاتفاق النووي تتطلب وقتًا أطول من المهلة المحددة سابقًا بـ60 يومًا، غير أن واشنطن لم تُبدِ أي رد رسمي على هذا المقترح.

وفي خطوة تعكس استعدادها الجاد، بدأت الإدارة الأميركية بتعيين فريق تفاوضي جديد يضم 12 مسؤولًا، يرأسهم مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية مايكل أنتون، في المقابل، تسعى طهران لكسب دعم أوروبي، أملًا في إيجاد شركاء أقل تشددًا من واشنطن.

ورغم استمرار الجهود الدبلوماسية، يظل الخيار العسكري حاضرًا في ذهن الولايات المتحدة، ما يُبقي المنطقة أمام سيناريوهات مفتوحة، في ظل غموض مستمر، ومخاوف من تداعيات أي تصعيد.

أبرز النقاط في الملف النووي الإيراني:

بنية تحتية نووية متطورة
إيران تعمل على تطوير مجمعي أنفاق سريين مرتبطين بمنشآت تخصيب اليورانيوم، ما يثير شكوكًا دولية بشأن نواياها.

قلق أميركي متزايد
🇺🇸 واشنطن تلوّح بخيار الحل العسكري إذا استمرت طهران في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، وتضع شرطًا رئيسيًا:
"لا تخصيب داخل إيران = مفاوضات ممكنة".

مقترح إيراني باتفاق مؤقت
طهران تقترح اتفاقًا مرحليًا بسبب تعقيد التفاصيل الفنية، وتعتبر أن 60 يومًا غير كافية لإنهاء التفاوض.

فريق أميركي جديد للمفاوضات
إدارة بايدن تشكّل فريقًا من 12 مسؤولًا بقيادة مايكل أنتون لتولي المفاوضات، ما يعكس الجدية في التعامل مع الملف.

محاولات إيرانية لكسب الدعم الأوروبي
إيران تتجه نحو الشركاء الأوروبيين بحثًا عن مواقف أقل تشددًا من الولايات المتحدة، وتعزيز الحلول الدبلوماسية.

المخاوف من التصعيد
التوتر ما زال قائمًا، والخيار العسكري مطروح على الطاولة، ما يجعل مستقبل الملف محفوفًا بالمخاطر الإقليمية والدولية.

مراحل تطور البرنامج النووي الإيراني

يرجع تاريخ البرنامج النووي الإيراني إلى السبعينيات من القرن الماضي عندما دشن الشاه محمد رضا بهلوي مشروعه الطموح للطاقة النووية السلمية، والذي كان يسعى من خلاله إلى تحقيق "الحضارة الإيرانية الكبرى"، كان هذا البرنامج مدعومًا من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، ولكن بعد اندلاع الثورة الإيرانية في عام 1979 وما تلاها من حرب مع العراق، توقف البرنامج النووي.

وفي التسعينيات، أعيد إحياء البرنامج النووي الإيراني، ولكن هذه المرة بدعم روسي. تضم المنشآت النووية الإيرانية أربع فروع رئيسية: مراكز للبحث، مواقع للتخصيب، مفاعلات نووية، ومنشآت لليورانيوم، من أبرز المنشآت الإيرانية: مجمع طنز، ومنشأة فوردو، ومنشأة أصفهان، ومفاعل بوشهر ومفاعل خونداب. كما أن منشأة غشين لليورانيوم تُعد من أهم المواقع النووية الإيرانية.

الرقابة الدولية والتهديدات العسكرية

تخضع المنشآت النووية الإيرانية لرقابة مستمرة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث يتم إجراء عمليات تفتيش منتظمة على هذه المواقع. وتقدم الوكالة تقارير دورية حول الأنشطة النووية في إيران، مما يساهم في مراقبة تطور البرنامج.

ومع ذلك، فإن الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية تجاه البرنامج النووي الإيراني تتمثل في استنزافه تدريجيًا، حيث تم استهداف الكوادر الإيرانية المتخصصة في مجال التكنولوجيا النووية سواء عبر الاغتيالات أو الاختطاف، مما يعكس نية الغرب في تعطيل هذا البرنامج.