دعوات بدأت بالسلمية لتنتهي بالقنص والشغب.. لبنان ينتفض؟
بالتزامن مع تظاهرة لمناصري حزب الله وحركة أمل أمام قصر العدل في بيروت.. اندلعت اشتباكات بين مناصري الثنائي الشيعي وبين مسلحين تابعين لحزب القوات اللبنانية عند منطقة الطيونة جنوب شرق بيروت, مما أسفر عن مقتل 6 وإصابة 32 آخرين.
وأصدرت قيادتا حزب الله وحركة أمل بيانا مشتركا اتهم مجموعات من حزب القوات اللبنانية بالإعتداء المسلح على المشاركين في تجمع رمزي للتعبير عن موقف الحركة والحزب في مسار التحقيق بانفجار ميناء بيروت.
واعتبرت قيادتا الحزب والحركة أن مجموعات حزب القوات انتشرت في الأحياء المجاورة لقصر العدل وعلى أسطح البنايات ومارست عمليات القنص المباشر للقتل العمد مما أوقع عدد من القتلى والجرحى.
من جانبه، نفى حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع ما ورد في البيان، مطالبا الأجهزة المختصة تحديد المسؤوليات بشكل واضح وصريح.
واعتبر حزب القوات اللبنانية ان الأحداث المؤسفة اليوم هي نتيجة ما أسماه بعملية الشحن الذي بدأه حزب الله منذ أربعة أشهر بالتحريض في على قاضي التحقيق في انفجار ميناء بيروت والدعوة الصريحة والعلنية لكفّ يده – على حد وصف حزب القوات.
ووجد السكان أنفسهم رهائن عند مستديرة الطيونة التي تحيط بها أبنية عدّة والتي ما زال بعضها مهجوراً منذ سنوات الحرب، برصاص أطلقه قناصة ومسلحون ودوي قذائف صاروخية، حيث وجه نداءات استغاثة عبر وسائل الاعلام لمساعدتهم على إخلاء منازلهم، لتهلع الأهالي إلى مدارس أبنائهم في المنطقة، لتبدوا وبدت المنطقة أشبه بساحة حرب، بالرغم من تواجد وحدات الجيش والشرطة في جميع منطقة الحدث.
كما شوهد مسلحون قناصة يستهدفون المتظاهرين المتواجدين في الشوارع بل ولم يقتصر الأمر على من تواجد في شوارع المنطقة بل طال القنص المنازل المحيطة, الأمر الذي ادى الى مقتل امرأة داخل منزلها.
وتقاسمت القوى السياسية التي خاضتها السلطة بعد الحرب وفشلت في بناء دولة مؤسسات وقانون لتتحمل اليوم مسؤولية الانهيار الاقتصادي المستمر في البلاد منذ أكثر من عامين، وبات معه نحو 80 % من السكان تحت خط الفقر.
وفي هذه المنطقة تحديداً اندلعت شرارة الحرب الأهلية (1975-1990)، ومنها يمر طريق رئيسي يفصل بين أحياء ذات غالبية مسيحية وأخرى ذات غالبية شيعية، تحول إلى خط تماس خلال سنوات الحرب.
وانتهت سنوات الحرب في البلاد بعد توقيع اتفاق الطائف العام 1989، لتخلف جولة عنف أخيرة انتهت في 1990، لينتج عن تلك الحرب أكثر من 150 ألف قتيل و17 ألف مفقود.