الدكتور ظافر العاني يكتب: خطفوا الرئيس يا زول
بعد لقائي بالسيدين عبد الفتاح البرهان وحمدوك كلا على انفراد، خرجت باستنتاج هو ان هذا الوفاق الذي رعته دول كبرى ومتوسطة وصغرى من العالم الغربي والعربي والافريقي لن يدوم طويلا، ليس فقط بسبب مزاج كلا منهما فقط ولكن بسبب التنافر للتوليفة الحكومية غير المنسجمة بين العسكر والمدنيين، القبليين والمدنيين، اليساريين واليمينيين.
لقد حدث هذا في العام 2019 عندما كنت ضمن وفد البرلمان العربي الذي شهد التوقيع على وثيقة الفترة الانتقالية بعد الانقلاب على البشير وادعى الكل بانه لولاه لما تم ازاحة البشير عن السلطة بعد ثلاثة عقود مريرة.
قبل أيام أعلن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بأنه ضاق ذرعا بالمدنيين فأقدم على حل كل مؤسسات الدولة الحكومية الرسمية وغير الرسمية واوقف عمل مجلس السيادة ومجلس الوزراء وحكام الولايات، بل تجاوزها الى ايقاف النقابات والاتحادات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني، كما واحتجز البرهان الوزراء والمسؤولين واقتادهم الجيش الى أماكن مجهولة، وظل مصير رئيس الحكومة عبد الله حمدوك مجهولا الى الحد الذي ناشدت فيه وزيرة الخارجية السودانية بذلك المجتمع الدولي للبحث عنه وإطلاق سراحه.
الغريب ان البرهان الذي يبدو وقد استهوته قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد واراد المضي على خطواته في مناغاة الشباب وكسب تأييدهم، قدم خطة بديلة غير مفهومة وهي تعيين مجلس نواب ثوري!! من الطلبة يقوم بواجب السلطة التشريعية لحين اجراء الانتخابات عام 2023، لكن السودان ليست تونس ولا البرهان مثل قيس، ولا يوجد ديمقراطي بالتعيين كما ولا يمكن ان يكون البرلمان ثورياً.
بعد المعارضة الدولية التي واجهتها خطوة البرهان والعقوبات التي توعدت بها دول الغرب السودان بما فيها حجب المساعدات عنها ان لم يتم تدارك الامور والكشف عن مصير رئيس الحكومة قال السيد عبد الفتاح البرهان اليوم: الرئيس حمدوك بخير وانا واياه نتناقش يوميا حول اوضاع البلاد ولم يتعرض له أحد بأذى.
ولما سألوه عن سبب اختفائه اذن؟
أجاب: لقد قدم حمدوك خطة ممتازة لانتقال السلطة وقد توافقنا عليها قبل يوم من اعلان حالة الطوارئ ولكن خطته تم اختطافها من قبل اقلية سيئة، فتصرفت بطريقتي.
كيف: وضعته في بيتي تحت الاقامة الجبرية للحفاظ على سلامته!
هكذا تدار شؤون السودان المهمة وقضاياه المصيرية بهذه السذاجة والبرود وقد ذكرني كلام الرئيس البرهان بصديقي السوداني الذي اتصلت عليه قبل يومين للاطمئنان على وضعه فوجدته يتعامل مع الامر بذات البرود المعتاد عن السودانيين وهو يردد كلمة يا زول في كل جملة ويعني بها يا صديقي، وسألته عن الأوضاع فقال: الأمور كويسة.
– ولكن الدنيا مقلوبة
– مجرد حاجة بسيطة
– ماذا هنالك؟
– خطفوا الرئيس يازول.