أطلقت «مدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي»، عددًا من القنابل الصوتية غرب مدينة «رفح»، فيما يشهد شرق شمال «قطاع غزة» إطلاق نار مُكثف، ما يُفاقم الوضع الإنساني ويزيد من معاناة السكان المدنيين.
وفتحت آليات جيش الاحتلال المتمركزة شرق القطاع، نيران أسلحتها الرشاشة نحو منطقة جبل الريس في «حي التفاح شرقي مدينة غزة، حسبما أفادت قناة «روسيا اليوم»، اليوم الخميس.
هذا وأُصيب العديد من الأهالي يوم الأربعاء، بنيران مسيرات وآليات الجيش الإسرائيلي في القطاع، فيما تتجه الأنظار نحو المفاوضات الجديدة في العاصمة القطرية، إذ من المقرر مشاركة وفد التفاوض الإسرائيلي، مع وصول المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط «ستيف ويتكوف»، إلى الدوحة للمشاركة في المحادثات.
ووصل وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية لإجراء مفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فيما قال القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد، إن «جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار بدأت اليوم».
وأكد القيادي في حماس، أن «حركته تتعامل بإيجابية ومسؤولية بشأن هذه المفاوضات»، كما «أمِل أن تُسفر مساعي المبعوث الأمريكي عن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار».
يأتي ذلك في اليوم الـ53 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث تُواصل إسرائيل خروقها للاتفاق بإغلاق المعابر ومنع إدخال الوقود وغاز الطهي والمساعدات الإنسانية وقطع الكهرباء والمياه عن 2.2 مليون فلسطيني في القطاع.
في تصعيد غير مسبوق لسياساتها القمعية، تُواصل «إسرائيل» تنفيذ خطط شيطانية تهدف إلى مُحاصرة «قطاع غزة» بشكل شامل، في خطوة تتجاوز كل الحدود الإنسانية. فقد بدأت حكومة الاحتلال بفرض حصار خانق على غزة، يتضمن «قطع إمدادات الكهرباء والمساعدات الغذائية الأساسية، فضلاً عن حظر عمل وكالة الأونروا التي تُقدم الدعم لملايين اللاجئين الفلسطينيين».
هذه الإجراءات القاسية تُمثّل حلقة جديدة في «مسلسل العقاب الجماعي» الذي قد يُؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة، ويعكس مدى تعنت الاحتلال الإسرائيلي في تجاهل كافة المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية.
وفي خطوة مُثيرة للجدل، أصدر وزير الطاقة الإسرائيلي، «إيلي كوهين»، قرارًا بوقف إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة، مُوضحًا أن الأوامر قد أُعطيت لشركة الكهرباء الإسرائيلية بتنفيذ القرار فورًا، في وقت حذر فيه جيش الاحتلال من تأثير هذه الإجراءات على حياة المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أن قرار وقف إمدادات الكهرباء إلى غزة لم يكن نتيجة مداولات حكومية رسمية، بل جزء من الإجراءات العقابية الإسرائيلية ضد القطاع. ووفقًا لمصادر إسرائيلية، تدرس الحكومة أيضًا فصل إمدادات المياه عن غزة، بدءًا من شمال القطاع.
ومُنذ السابع من أكتوبر، توقفت إسرائيل عن توفير إمدادات الكهرباء لقطاع غزة بشكل كامل تقريبًا، باستثناء خط «القلعة» المرتبط بمحطات تحلية المياه. وكان هناك عشرة خطوط كهرباء تغذي القطاع، لكن معظمها تعرض للتدمير جراء القصف الإسرائيلي. ومع توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، أصبح القطاع يعتمد بشكل كامل على المولدات الكهربائية.
في ظل تصاعد التوتر الإقليمي وغياب أي أفق للتهدئة، تضع «إسرائيل» سيناريوهات جديدة لمواجهة «حماس»، وسط تحركات عسكرية مُكثفة واستعدادات ميدانية تعكس نية واضحة لاستئناف العمليات القتالية في «قطاع غزة». ومع تصاعد التهديدات المُتبادلة، تبدو المنطقة على أعتاب جولة جديدة من التصعيد قد تُعيد إشعال المواجهة بين الجانبين في أي لحظة.