رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

في ذكرى افتتاحه.. السد العالي أهم إنجازات مصر الحديثة

نشر
الأمصار

 وضع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حجر الأساس لبناء السد العالي، في يوم 9 يناير عام 1960، وذلك بعد إقراض الاتحاد السوفيتي له مبلغ 100 مليون دولار، بينما رفض البنك الدولي تمويل بناء السد، وبلغت تكلفة بناء السد 400 مليون جنيه.

وطالبت مصر في البداية تمويل من البنك الدولي لبناء المشروع، وبعد دراسات للمشروع فنيًا واقتصاديًا من البنك قرر تمويل المشروع بربع التكاليف التي يحتاجها المشروع في ديسمبر 1955 وفي 19 يوليو من العام التالي قرر البنك سحب العرض بسبب الضغوطات التي واجها من فرنسا وأمريكا وانجلترا.

الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر

لذلك قرر الرئيس جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس عام 1956 كما قرر الاستفادة من إيرادتها في تمويل المشروع كما وقع اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي عام 1958 لإقراض مصر 400 مليون جنيه لتنفيذ المرحلة الاولى من السد ووضع الخبراء السوفيت مقترحات في عام 1959 لبعض التعديلت على السد، وفي 1960 تم التوقيع على اتفاقية ثانية من الاتحاد السوفيتي لإقراض مصر 500 مليون أخرى لاستكمال بناء السد.

وفي عام 1964 تم تحويل مجرى نهر النيل لبناء السد وغلق المجرى القديم على ان تدخل المياه من الأنفاق للاستفادة منها في توليد الكهرباء لذلك حدثت أول شرارة كهرباء بعد تشغيل محطة كهرباء السد العالي في أكتوبر عام 1967وعمل السد العالي على حماية مصر من الفيضان وزيادة الرقعة الزراعية وتخزين المباه في بحيلارة ناصر للاستفادة منها.

دور السد العالي في حماية مصر

فوائد عديدة عادت على مصر بعد بناء السد العالي، حيث حمي مصر من كوارث الجفاف والمجاعات، في سنوات الفيضانات الشحيحة مثل الفترة من عام 1979 إلي 1987، حيث تم سحب مايقرب من 70 مليار متر مكعب من مخزون بحيرة ناصر، لتعويض العجز السنوي في الإيراد الطبيعي لنهر النيل.

كما حمي السد مصر من أخطار الفيضانات العالية التي حدثت في الفترة من عام 1998 إلي 2002.

أسهم السد العالي فى زيادة مساحة الرقعة الزراعية بمصر من 5.5 إلى 7.9 مليون فدان، وساعد على زراعة محاصيل أكثر استهلاكا للمياه مثل الأرز وقصب السكر، كما أنه أدى إلى تحويل المساحات التي كانت تزرع بنظام الري الحوضي إلى نظام الري الدائم.

كما وفر السد الطاقة الكهربية التي تستخدم في إدارة المصانع وإنارة المدن والقري، وأدى إلى زيادة الثروة السمكية عن طريق بحيرة ناصر، وكذلك تحسين الملاحة النهرية طوال العام.

ورغم الفوائد الهائلة للسد إلا أن الأمر لم يخل من أضرار، حيث أدى السد العالي إلى تقليل خصوبة الأراضي الزراعية في مصر، لأنه حجز خلفه الطمي القادم من الهضبة الأثيوبية مع الفيضان والذي كان يجدد خصوبة التربة كل عام، ما زاد من الاعتماد على الأسمدة ورفع تكلفة المحاصيل.

وكان تدفق الطمي إلى مصبات النهر في دمياط ورشيد بمثابة حائط صد لعمليات النحر والتآكل، التي تحدث بسبب المد والجزر، و يهدد توقفه بغرق الدلتا وذلك إلى جانب عوامل أخرى تسهم في زيادة هذا الخطر، مثل الاحتباس الحراري وذوبان الجليد بالقطبين الشمالي والجنوبي.

كما أسفر بناء السد عن غرق مواقع أثرية لا تقدر بثمن، حسبما يقول موقع ناشيونال جيوغرافيك، كما أدى لتهجير أكثر من 50 ألف شخص من أبناء النوبة في كل من مصر والسودان، عن موطنهم الأصلي الذي غطته بحيرة ناصر، كما أدى إلى زيادة النحت المائي حول قواعد المنشآت النهرية.

أرقام من السد العالي

- يبلغ طول السد عند القمة 3830 مترا منها 520 مترا بين ضفتي النيل ويمتد الباقي علي هيئة جناحين علي جانبي النهر.

- يبلغ ارتفاع السد 111 مترا فوق منسوب قاع نهر النيل عرض القاعدة 980 متر وعرضه عند القمة 40 مترا.

- يبلغ حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من أسمنت وحديد ومواد أخرى، ويمكن أن يمر
خلال السد تدفق مائي يصل إلى 11 ألف متر مكعب من الماء في الثانية الواحدة.

- تنتج محطة الكهرباء طاقة كهربائية تصل إلي 10 مليار كيلووات ساعة سنويا.

- تكون المياه المحجوزة أمام السد بحيرة صناعية هائلة طولها 500 كيلومترا ومتوسط عرضها 12 كيلومترا.