الخسائر تلاحق شركات الشحن في البحر الأحمر
وصلت أزمة الشحن البحري لمنعطف خطير مع استمرار خسائر الشركات العالمية الناتجة عن تعطل سلاسل التوريد وتواصل هجمات البحر الأحمر.
وقال متحدث باسم شركة هاباغ-لويد لرويترز، إن الشركة تكبدت تكاليف بعشرات الملايين من اليورو خلال الفترة بين 18 و31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، نتيجة تحويل مسار 25 سفينة بعد هجمات مليشيات الحوثي اليمنية على سفن في البحر الأحمر، مضيفاً أن هناك رسوما جديدة على الحاويات المرتبطة مباشرة بالوضع في البحر الأحمر.
وأعلن المتحدث أنه تم تأجيل رحلات حسب المنطقة لمدة تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع.
ومن جانبها، قالت شركة الشحن الفرنسية سي.إم.إيه سي.جي.إم، اليوم الجمعة، إنها لم تغير خططها المعلنة الشهر الماضي لرفع عدد السفن العابرة لقناة السويس تدريجيا، على خلاف شركة ميرسك الدنماركية التي قالت إنها ستغيّر مسار جميع السفن من البحر الأحمر. وقالت الشركة في رد عبر البريد الإلكتروني "لا تغييرات من جانبنا".
أما شركة ميرسك فقد ذكرت أنها ستغيّر مسار السفن لتمر من طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا في المستقبل القريب، وأصدرت تحذيرا للعملاء للاستعداد لتعطيل كبير. وذكرت في بيان اليوم الجمعة إن جميع سفن الشركة التي كان من المقرر أن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن ستتحول جنوبا لتدور حول طريق رأس الرجاء الصالح في المستقبل القريب.
وقالت ميرسك في الثاني من يناير/كانون الثاني 2024، إنها ستوقف مؤقتاً جميع السفن المتجهة إلى البحر الأحمر، ومن ثم الطريق المختصر عبر قناة السويس بين أوروبا وآسيا في أعقاب هجوم على إحدى سفنها شنه الحوثيون في اليمن، وبدأت منذئذ تحويل طريق السفن إلى الدوران حول أفريقيا.
وقالت الشركة، اليوم الجمعة: "الوضع يتطور باستمرار وما زال هشا جدا، وجميع المعلومات المتوافرة تؤكد أن المخاطر الأمنية مازالت مرتفعة المستوى جدا".
حماية حركة التجارة في البحر الأحمر
وقد أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية في 19 ديسمبر/كانون الأول عملية متعددة الجنسيات، بهدف حماية حركة التجارة في البحر الأحمر، لكن العديد من شركات الشحن ما زالت تحول سفنها حول أفريقيا بسبب استمرار الهجمات.
وقالت ميرسك: "نأمل في التوصل إلى حل مستدام في المستقبل القريب ونبذل كل ما في وسعنا للمساهمة في تحقيقه، ولكننا نحث العملاء على الاستعداد لاستمرار التعقيدات في المنطقة وحدوث اضطراب كبير في شبكة الشحن العالمية".
ويمر عبر قناة السويس ما يقرب من ثلث شحنات سفن الحاويات عالمياً، وقد يكلف إعادة توجيه السفن حول أفريقيا وقوداً إضافياً بما يصل إلى مليون دولار للرحلة الواحدة ذهاباً وإياباً بين آسيا وشمال أوروبا.