أزمة السودان.. الاشتباكات تتصاعد في الفاشر وسط دعوات أممية لوقف الحرب
على خلفية الاشتباكات في السودان، دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في عدد من المناطق في السودان، السباق ساخنٌ بين أطراف الصراع في السودان للسيطرة على الفاشر التي تشهد تصاعدا مستمرا في الاشتباكات.
الاشتباكات في الفاشر في السودان
وكانت أفادت عدة مصادر محلية، عن تمكن الجيش السوداني من الدفع بتعزيزات عسكرية إلى مدينة الفاشر من خلال عملية نوعية .
حركة النزوح داخل أحياء الفاشر
صرحت عضو لجنة مبادرة دعم مركز إيواء الأمل الواقع جنوب مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور في السودان ، هناء فضل السيد ،إن النازحين أخلوا المركز منذ يوم الجمعة بعد تعرضه للرصاص الطائش ووقوعه داخل دائرة الاشتباكات.
وتدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه وقوات الدعم السريع، منذ يوم الجمعة، في مدينة الفاشر التي تأوى مئات الآلاف من النازحين الذين فروا إليها من مناطق النزاع الأخرى.
وتابعت هناء فضل السيد، بمغادرة أكثر من ثلاث آلاف نازح من المركز، معظمهم نزحوا من مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور وأحياء المعهد والأسرّة والمصانع شرق مدينة الفاشر، إلى أقصي الأحياء الجنوبية ومخيم زمزم فيما غادر البعض الى مناطق شنقل طوباي ودار السلام ونيالا وشعيرية.
وأشارت الى أن الظروف السيئة بالمركز إضافة إلى وقوع الأعيرة النارية والقذائف بمحيط المركز دون خسائر في الأرواح، تسبب في موجة الفرار.
وكشفت مصادرعن انعدام الغذاء والمأوي والأمن والمياه بمركز إيواء الأمل مع ازدياد أمراض سوء التغذية بين الأطفال.
وأضافت:”يخرج الأطفال للتسول ويعرضون حياتهم للمخاطر فيما تعمل النساء في المنازل لسد حوجة الغذاء، ورغم ذلك لا يتوفر الأمن بالمركز بعد أن أصبح في مرمي نيران الإشتباكات”.
ووفقاً للأمم المتحدة يعيش أكثر من 800 ألف نازح داخل مدينة الفاشر من بينهم نازحين من مدن إقليم دارفور.
وأسفرت المعارك، وفق حصيلة أولية، عن مقتل 38 شخصًا وإصابة 189 آخرين، بحسب لجنة طوارئ مدينة الفاشر كما جرى إخلاء مستشفى بابكر نهار للأطفال بعد قصف جوي على مقربة منه أدى لوفاة طفلين وأحد مقدمي الرعاية الصحية.
قنبلة موقوتة تهدد «الفاشر» في السودان
تتجه الأوضاع بصورة متسارعة نحو كارثة إنسانية بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
وفاقم من تدهور الأوضاع أعقاب استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع في السودان، على المدينة التي تعتبر آخر معاقل الجيش وحركات دارفور المسلحة المتحالفة معه في الإقليم.
ويواجه نحو مليون مدني محاصرين داخل "الفاشر" العاصمة التاريخية لإقليم دارفور في السودان على مدى العصور، تحديا ومصيرا مجهولا حيث لا يستطيعون مغادرة المدينة إلى المناطق الآمنة، في ظل صعوبة الحصول على غذاء كافٍ بسبب غلق الطرق ومنع شاحنات المواد الغذائية والبترولية من دخول المدينة.
إضافة إلى ذلك تعد المدينة تجمعا رئيسيا يأوي نحو 300 ألف نازح آخرين من ضحايا حرب دارفور في عام 2003 يقيمون في مخيمات "أبو شوك"، "زمزم"، "نيفاشا" و"أبوجا"، بجانب مئات الآلاف من النازحين الجدد الذين فروا من مدن نيالا، الجنينة، زالنجي، كتم، وكبكابية، وبقية مدن السودان التي امتد إليها القتال، ونازحي قرى ريفي الفاشر جراء تداعيات وقوف الحركات المسلحة إلى جانب الجيش.
وحشد الجيش والحركات المسلحة، والمليشيات المتحالفة معه مقاتلين استعداداً لخوض معركة مصيرية من المقرر أن تحدد وجودهما في الإقليم أو سيطرة قوات الدعم السريع الكاملة على ما تبقى من آخر ولايات إقليم دارفور الخمس حال عزيمة الجيش الذي يتمركز في الفرقة 16 وسط المدينة.