الأمم المتحدة تحذر: الملايين باتوا على حافة المجاعة في السودان
يواجه الملايين في السودان خطر المجاعة بسبب الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عام، وفقاً للأمم المتحدة.
الأزمات في السودان:
فقد أجبر القتال بين الجيش السوداني، الذي يدير الحكومة، ومتمردي قوات الدعم السريع تسعة ملايين سوداني على الفرار من منازلهم وجعل جزءاً كبيراً من السكان يعاني الآن من "مجاعة حادة".
ووُصف الصراع في السودان بـ "الحرب المنسية"، لأن الحربين في غزة وفي أوكرانيا طغتا عليه.
لكن هيئات الإغاثة تحذر من أنه قد يسفر عن واحدة من أكبر المجاعات منذ عقود.
قدّم أحمد، وهو مواطن من سكان مدينة أم درمان- المدينة المجاورة للعاصمة الخرطوم- وصفاً مفصلاً لبي بي سي عن النقص في الغذاء وارتفاع أسعاره في السودان.
وأفاد بأن أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل العدس ارتفعت أربعة أضعاف في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع في أم درمان والخرطوم.
وقال إن "كافة المواد الغذائية المتوفرة يتم تهريبها بسعر أعلى من المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني".
وأضاف أن "معظم الجيران الذين لم يغادروا منازلهم لا يتناولون سوى وجبة واحدة في اليوم".
ومضى يقول إن "المئات من الأشخاص يصطفون في طابور منذ الصباح الباكر على بعد أمتار قليلة من المكان الذي سجل فيه هذا التقرير، بانتظار الحصول على عدس للفطور. وبعض الأشخاص يضيفون المزيد من الماء إلى العدس لكي يتمكنوا من تناوله خلال الليل".
في الوقت الذي تتصاعد خلاله حدة الاشتباكات المحتدمة فيما بين قوات الجيش السوداني، والدعم السريع، مع دخول الصراع الآن عامه الثاني، فقد تسارعت وتيرة انتشار نيران المجاعة بين جموع السودانيين، على غرار انتشار النار في الهشيم، وضعٌ إنساني بات هو الأسوأ منذ اندلاع الحرب، على نحوٍ استدعى مختلف المنظمات الدولية لإطلاق تحذيرات متتالية، لمنع تفاقم الأزمة في أقرب وقتٍ ممكن.
ويعاني 18 مليون شخص من الجوع الشديد، بما فى ذلك 3.6 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، وتقترب المجاعة بسرعة من ملايين الأشخاص فى دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم.
وأصدرت 3 وكالات في الأمم المتحدة، تحذيرًا شديدًا من أن جميع المؤشرات تدلّ على تراجع كبير في وضع التغذية للأطفال والأمهات في السودان.
وجاء في بيان مشترك لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية أن "أرواح أطفال السودان باتت في خطر جسيم، ولا بد من إتيان عمل عاجل لحماية جيل كامل من سوء التغذية والأمراض والموت".
وأجرت المنظمات الأممية، مؤخراً تحليلاً أكّد على أنَّ الاقتتال الراهن يفاقم العوامل المحرّكة لسوء التغذية بين الأطفال.