مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عيد الأضحى في الخليج.. "الجعالة والفوالة" أبرز مظاهر الاحتفال

نشر
الأمصار

تتنوع أشكال وطقوس الاحتفال بعيد الأضحى من بلد لآخر في العالم الإسلامي؛ فكل مجتمع يمتلك عاداته الخاصة، التي تضفي السعادة والسرور على أفراده.

ورغم اختلاف الممارسات بين دول الخليج في العيد إلا أن العادات والتقاليد متشابهة، فالمواطن هناك يستقبل العيد بخصوصية تراثية أصيلة، على وقع رائحة البخور والحناء، مع الاهتمام بزيارات الأقارب وصلة الأرحام.

ويؤدي الخليجيون صلاة العيد في مصليات مخصصة لها؛ حيث يتوجهون قبيل شروق الشمس، وسط تكبير وتهليل، فيتجمع الآلاف من المواطنين والمقيمين، الذين يتواجدون بأعداد كبيرة في هذه الدول، لأداء صلاة العيد في مختلف المناطق.

ويقوم المواطنون الخليجيون عادة بذبح الأضاحي أول أيام العيد وتوزيعها على المحتاجين.

من أهم تلك العادات، التي تتشارك فيها دول الخليج بعيد الأضحى، هي "فوالة العيد" أو "جعالة العيد".
وتقوم النساء بتجهيزها وتقديمها للزائرين من الأهل والأقارب؛ وتحتوي "فوالة العيد" على الزبيب، واللوز، والفستق، والقرع، والكعك وغيرها من الحلويات والهدايا الصغيرة؛ تقدم في أطباق مغطاة أُعدت خصيصًا.

و"الفوالة"، هي كلمات خليجية وتعني أنواع الحلويات والمكسرات التي توضع في المجلس (مكان استقبال الضيوف) لتقدم للزائرين في العيد.

ويعتبر من أهم طقوس العيد التي مازالت تُمارس حتى اليوم، هو خروج الأطفال في الشوارع بأحيائهم السكنية أو الأحياء المجاورة لهم ويرددون أغاني العيد أمام البيوت وتُعطى لهم "العيدية".

ويتزين الأطفال باللباس المحلى الخاص، فتلبس الفتاة ثوب "البخنق" (خمار صغير للمرأة يغطي العُنق والصّدر) المطرز بخيط الزري الذهبي، أما الولد أو الصبي يلبس الثوب والصديري مع "القحفية" (طواق بيضاء).

وتُعطى الأطفال والنساء "العسب" أو ما يعرف في البلدان العربية الأخرى بــ "العيدية"، وهي عادة مشتركة للشعوب أجمعها؛ وعادة ما يعطي الآباء والأجداد والأعمام مبلغا نقديا صغيرا للصغار يشترون به الحلوى والألعاب، وكذلك تقدَّم العيدية هديّة للأم والأخت والزوجة.

"الحناء" من عادات النساء في دول الخليج فهي أحلى الطقوس في العيد لديهن ونقش الحنة تختلف زينته وأشكاله من دولة لأخرى.

ويتجمع أفراد العائلة يوم العيد على الغداء عند "كبير العائلة"؛ فهو طقس لا يتخلى عنه أحد، وعادة ما تجلب كل عائلة طبقًا أو حلوى أعدّته بنفسها ويجتمع الجميع في لمّة العيد عند "الجد أو الجدة".
 

ولوجبة الغداء في ذلك اليوم ميزة خاصة حيث تقدم فيها جزء من الأضحية التي ذبحت صباح يوم العيد.
ويمثل الاجتماع في "البيت الكبير" أو بيت الأجداد من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد،؛ حيث يكون الاجتماع لكل أفراد العائلة الواحدة من نساء ورجال - منفصلين - وأطفال على وجبة الغداء في أول أيام العيد.

ومن بين الأمور الأساسية والضرورية، والتي يحرص الخليجيون على اقتنائها أيضًا قبل أيام العيد وتشهد رواجًا كبيرًا، هي "العود والبخور" اللذان يعتبران من سمات البيت الخليجي نظرًا لأنهما يمثلان علامة على كرم الضيافة ومن الأمور التي تكمل جمال وأناقة المنزل برائحته الجميلة.

وتتخلل أيام العيد في عواصم ومدن الخليج مهرجانات ومسابقات وعروض تعدها الدولة خصيصًا فترة العيد، ويستمتع بها المقيمون والوافدون بالعروض المختلفة للمنتجعات السياحية ومراكز التسوق.


سلطنة عمان 


تحتفل سلطنة عمان بعيد الأضحي، بمجموعة من الطقوس والعادات والتقاليد التي يعتمد عليها أبناء الطوائف لممارستها، وتسود أجواء الفرح، والمعاني السامية كالمحبة، والأخوة، والسلام أجواء هذه الأعياد. 

ويبدأ العيد في سلطنة عُمان بسلسلة من النشاطات، والعادات التي يمارسها أبناء عُمان خلال أيام العيد، وتتمثل هذه النشاطات بالترفيه عن أنفسهم، وأخذ قسط من الراحة بعيدًا عن ضغوط العمل من خلال الذهاب برحل ترفيهيّة داخل حدود عُمان وخارجها؛ حيث يقصدون في ذلك مواقع عديدة تتميّز بأجواء ترفيهيّة كالاستمتاع برحلة في مواقع تاريخيّة، والمواقع الطبيعيّة ذات الطبيعة الخلابة، كما تستمع فئة أخرى بالحفلات الفنيّة التي يحيها فنانون عرب، وأجانب، وفرق موسيقية، وغنائية، والعروض البهلوانية، ومشاهدة أحدث الأفلام في دور السينما.

وتحتفل السلطنة بعيد الأضحى المبارك، بالتضحية بالمواشي (الإبل، والأغنام) وإطعام الفقراء، والمحتاجين، وتسود أجواء الفرح والابتهاج قلوب العُمانيين من خلال احتفالهم بهذا العيد.


الإمارات 

تجذب الإمارات خلال عطلة عيد الأضحى المبارك السياح من مختلف دول العالم، الذين يقصدونها للتمتع بوجهاتها السياحية الفريدة والاستفادة من العروض التسويقية والترفيهية التي توفرها لهذه المناسبة، حيث تتألق شواطئ أبوظبي لاستقبال زوارها في العيد، كما تنظم دائرة الثقافة والسياحة مجموعة متنوعة من الاحتفالات في مختلف أنحاء الإمارة، والتي تشمل حفلات موسيقية غنائية يحييها نخبة من الفنانين العرب والخليجيين، إلى جانب ليالٍ كوميدية إماراتية، وبرامج ترفيهية عائلية وأنشطة للأطفال.

وتحتفظ الإمارات بطقوسها المتوارثة عبر الأجيال، فيتجمع أفراد الأسر خلال الزيارات العائلية، حول ما يدعى بـ"والة العيد"، وهي المائدة الرئيسة التي يتم إعدادها خصيصًا لاستقبال العيد، والتي تضم مجموعة منوعة من الأكلات والحلويات الشعبية الإماراتية، كالهريس، والعريس، والأرز مع اللحم، والخبيص، والحلوى العمانية التي تعتبر أشهر طبق يميزها.


الكويت

يستعد الكويتيون للاحتفال بعيد الأضحى، بجملة تحضيرات تستعيد جزءًا من عبق الماضي الممزوج بواقع الحداثة الذي بات يميز حياة الكثيرين في البلد الخليجي.
وقبل أيام من حلول العيد تشهد أسواق الأضاحي إقبالًا كبيرًا من قِبل المواطنين لشراء أضاحيهم، تمهيدًا لذبحها في العيد.

وبالرغم من احتفاظ العديد من العائلات ببعض التقاليد خلال العيد كاجتماع العائلة، وصلة الأرحام، وزيارة الأقارب، وافتتاح الديوانيات لاستقبال المهنئين في العيد، إلا أن عددًا آخر يفضل قضاء إجازة العيد خارج البلاد بهدف الاستجمام.

وتعدُّ الحلويات من أهم ما يميز العيد في الكويت، فضلًا عن أنها من العادات والتقاليد القديمة، والتي ما زالت عائلات مواظبة على إعدادها في المنزل، في حين يتم شراؤها من قبل آخرين من المحال والمخابز التي بدأت بتطويرها، وابتكار أنواع جديدة، ومن أهمها: كعك العيد، والبقلاوة، وحلويات الزلابية.


السعودية 


أما في السعودية فيتفق أغلب السعوديين على اجتماع الأسرة أثناء ذبح الأضحية وقضاء صباح العيد عند كبير الأسرة، ثم إعداد طبق العيد من لحم الخروف، فيما يكون أغلب الشباب ساهرين مستمتعين بأجواء العيد، كما نقل الكثير من أهالي العاصمة عادات، أهمها الأكل الجماعي في أحد طرق الحي صباح العيد بعد أداء الصلاة.

وفي المنطقة الوسطى، وبعد ذبح الأضاحي تقوم النساء بتحضير وجبة الإفطار والتي تسمى الحميس، وطبعًا هناك أطباق شهيرة مثل كبسة اللحم والجريش.

أما في المنطقة الشرقية، فطبق الهريس الشرقاوي هو الأشهر ومن أهم الأطباق الشعبية حيث يشكّل طبقًا حارًا وغنيًا بالمواد الغذائية. في صباح عيد الأضحى، تقوم الأمهات والزوجات بإعداده، مع خبز التاوة والحلويات مثل الكليجة والممروس.

وفي المنطقة الغربية، تحرص النساء على إعداد أشهر الأطباق الحجازية من الحلويات والمكسرات. وبعد العودة من أداء صلاة العيد، تبدأ الزيارات والتجمع لدى كبار الأسرة وتحرص العائلة على قضاء صباح العيد عند كبير الأسرة، على مائدة تتصدرها أكلة الدبيازة التي تتكون من بعض الفواكه الجافة.