مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تونس: 9805 مؤسّسة تحتاج بين إعادة جدولة قروض أو اقتراض جديد

نشر
الأمصار

أفادت وزيرة الاقتصاد والتخطيط في تونس فريال الورغي، أن الاحتياجات المالية تقدر بين إعادة جدولة قروض أو اقتراض من جديد، لزهاء 9805 مؤسسة صغرى ومتوسطة مسجلة بمركز معلومات البنك المركزي التونسي، بحوالي 300 مليون دولار أمريكي.

وقالت وزيرة الاقتصاد والتخطيط في تونس فريال الورغي، أمام لجنة المالية والميزانية بالبرلمان، الأربعاء المنقضي، إن هذه المؤسسات شهدت تراجعا ملحوظا خلال أزمة كورونا إلى جانب تلقيها دعما محدودا من قبل الحكومة باعتبار الضغوطات الكبرى المسلطة على المالية العمومية جراء هذه الأزمة، حيث انتفعت بـ450 مليون دينار فقط بما يمثل 0.4 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وباتت هذه المؤسسات تشكو، جرّاء تدهور النشاط الاقتصادي، صعوبات كبرى في الحصول على تمويلات جديدة من طرف البنوك قصد استئناف نشاطها أو إعادة جدولة ديونها.

وأوضحت وزيرة الاقتصاد والتخطيط في تونس فريال الورغي، أنه في ظل الوضعية الحرجة للسيولة على المدى الطويل التي تواجه المؤسسات الصغرى والمتوسطة وقصد تسهيل نفاذها إلى فرص تمويل جديدة ذات آجال أطول تمكنها من تجاوز خطر الغلق، تم العمل على توفير خط تمويل بـ120 مليون دولار أمريكي لتغطية احتياجات حوالي 900 مؤسسة تستوفي الشروط والمعايير اللازمة للانتفاع، وذلك بمتوسط مبلغ قرض لإعادة جدولته أو قرض جديد بقيمة 500.000 دينار تونسي.

يذكر أن خط التمويل المقدر بقيمة 120 مليون دولارأمريكي، أي ما يعادل 115.9 مليون أورو، هو موضوع اتفاق قرض مبرم بتاريخ 10 فبراير 2023 بين الحكومة التونسية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، وذلك في إطار خط التمويل المتعلق بمشروع دعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة من أجل الانعاش الاقتصادي.

ويعتبر التشريع الجاري به العمل مؤسسات صغرى ومتوسطة، وفق وزيرة الاقتصاد والتخطيط في تونس فريال الورغي، المؤسسات التي لا تتجاوز قيمة استثماراتها 15 مليون دينار.

وتمثل هذه المؤسسات محركا أساسيا للنشاط الاقتصادي الخاص في تونس، وذلك من حيث القدرة على خلق مواطن الشغل وبلغ عددها خلال سنة 2019 قبل جائحة كورونا حوالي 99472 مؤسسة بنسبة تشغيل تناهز 32.4 بالمائة، استنادا الى تقرير لجنة المالية.

ويعقد مجلس نواب الشعب في تونس، يوم الثلاثاء 23 يوليو الجاري، جلسة عامة للمصادقة على مشروعي قانونين منها المتعلق بالموافقة على عقد التمويل المبرم بتاريخ 18 مارس 2024 بين الجمهورية التونسية والبنك الأوروبي للاستثمار والمتعلق بالقرض المسند للجمهورية التونسية للمساهمة في إحداث خط تمويل لفائدة المؤسسات الصغرى والمتوسطة من أجل الإنعاش الاقتصادي بمبلغ جملي قدره 170 مليون اورو.

وأوضحت وزيرة الاقتصاد والتخطيط في تونس فريال الورغي، خلال جلسة استماع عقدتها لجنة المالية والميزانية بمجلس نواب الشعب، بشان مشروع القانون المذكور، أنه يندرج في إطار توفير الدعم المالي الضروري لهذه المؤسسات لتتجاوز صعوباتها المالية وتسترجع نسق نشاطها.

وأفادت وزيرة الاقتصاد والتخطيط في تونس فريال الورغي، أنه سيتم توزيع مبلغ القرض بنسبة 70 بالمائة على المؤسسات التي تشغل أقل من 250 عاملا و30 بالمائة على المؤسسات ذات الحجم البيني والتي تشغّل بين 250 و3000 عامل.
كما أشارت وزيرة الاقتصاد والتخطيط في تونس فريال الورغي، إلى أنه سيتم تخصيص 30 بالمائة من هذه المبالغ مجمّعة لتمويل المشاريع التي تساهم في الإدماج الاجتماعي على غرار دعم المساواة بين الجنسين ودعم التشغيل والمبادرة الخاصة لدى الشباب ودعم المؤسسات المتواجدة في الجهات ذات الأولوية، ودعم الاقتصاد الأخضر ومجابهة التغييرات المناخية.

ولفتت وزيرة الاقتصاد والتخطيط في تونس فريال الورغي، إلى أنه من شروط الانتفاع بهذا التمويل، توفّر استراتيجية واضحة للمؤسسة وعدم الانتفاع بدعم سابق من قبل الدولة لمجابهة جائحة كورونا، وتراوح مبلغ قروض المؤسسات المعنية لدى البنوك التجارية بين 150 ألف و15 مليون دينار، واعتماد تصنيف لهذه المؤسسات يتراوح بين 0 أو 1 بعد الجائحة، إلى جانب عدم تجاوز نسبة معينة للديون المصنفة.

توفير الضمانات الكفيلة

وأكد النواب من جهتهم ضرورة توفير الضمانات الكفيلة بعدم توجيه هذا القرض لتمويل دعم الميزانية، وذلك باعتبار أهمية هذه المؤسسات في النسيج الاقتصادي، حيث توفر حوالي 40 بالمائة من مواطن الشغل.

واعتبر أحد النواب أن شروط الانتفاع بهذا التمويل غير موضوعية خاصة وأن قرابة 80 بالمائة من المؤسسات الصغرى والمتوسطة تشكو من الصعوبات المالية ونسبة هامة من الديون المصنفة تحول دون إمكانية تمتعها بهذا الدعم المالي بالرغم من أنها مؤسسات واعدة وذات مردودية.

وتطرق نواب آخرون إلى أهمية اعتماد تعريف موحد للمؤسسات الصغرى والمتوسطة خاصة في ظل كثرة التعاريف المتداولة على غرار تعريف المعهد الوطني للإحصاء وغيره.

ومن جهة أخرى، استفسر النواب عن أسباب استثناء بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة والبنك التونسي للتضامن من مجموعة البنوك التي تمّ اختيارها لتسيير هذا الخط التمويلي، بالرغم من أهميتهما في دعم هذه المؤسسات.

وبخصوص تعريف المؤسسات الصغرى والمتوسطة، بيّنت الوزيرة، أن عدد العملة لا يمكن اعتباره معيارا للتمييز بالنظر الى أن تحقيق بعض المؤسسات ذات الطاقة التشغيلية الضعيفة لأرباح تتجاوز أرباح المؤسسات ذات طاقة تشغيلية عالية.

وأضافت أنه تم في إطار مشروع هذا القانون اعتماد تعريف الممول. وبيّن ممثلو البنك المركزي، أن البنك الأوروبي للاستثمار لا يموّل إلاّ 50 بالمائة من كلفة المشروع مشيرين الى أن الإشكال يتمثل في تعريف المؤسسات الصغرى والمتوسطة وفي التمويل.

ولاحظوا أن البنك الأوروبي للاستثمار كان يتعامل مباشرة مع البنوك، غير أن الوضعية الحالية للبنوك جعلته يتعامل مع الدولة مباشرة، مؤكدين في هذا السياق، ضرورة إعادة هيكلة عديد البنوك لجعلها قادرة على تعبئة التمويلات.

وفي ما يتعلق بتوجيه القرض لدعم الميزانية، أكدت الوزيرة، أن هذا التمويل غير موجه لدعم الميزانية باعتبار وأنه تم الاتفاق مع الممول في بنود العقد على سحب المبلغ على 10 أقساط بناء على شروط مسبقة لعمليات السحب على غرار تقديم رسالة التأطير في عقد التمويل ووجود وحدة التصرف في المشروع صلب البنك المركزي التونسي.

يُذكر أن اللجنة نظرت في نفس الجلسة في مشروع قانون يتعلق بالموافقة على اتفاق القرض المبرم بتاريخ 17 أبريل 2024 بين حكومة الجمهورية التونسية وحكومة الجمهورية الإيطالية والمتعلق ببرنامج دعم الميزانية العامة للدولة التونسية والذي ستنظر فيه الجلسة العامة المبرمجة للثلاثاء القادم.