مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

العراق اليوم وغدا بمصر.. عن ماذا تبحث إيران من حراكها الدبلوماسي؟

نشر
الأمصار

تسعى إيران لتفادي مواجهة مباشرة مع إسرائيل ما دفعها لجس نبض تل أبيب بشأن حدود ضربة يمكنها ابتلاعها، بحسب تقارير غربية.

وانعكست حالة التوتر التي تعيشها إيران، على تكثيفها جهودها الدبلوماسية غير المباشرة، في محاولة تخفيف وقع الرد الإسرائيلي المرتقب.

وسربت تقارير غربية، معلومات منسوبة إلى مصادر وثيقة الصلة بالحكومة الإيرانية، أشارت إلى أن طهران أوصلت رسالة لإسرائيل، بأنها ستتغاضى عن ضربة محدودة، ردا على الهجوم الصاروخي الذي أصاب مواقع عسكرية في تل أبيب الشهر الجاري. 

وتسعى إيران من وراء رسائلها غير المباشرة، لاستغلال "الفجوة" الراهنة بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، حول "حدود وعمق الرد".

وقالت وسائل إعلام إيرانية إن وزير خارجية إيران عباس عراقجي، سيزور العراق، اليوم الأحد، ومن ثم سيتوجه بعدها إلى مصر.

ووفق ما ذكرت وكالة "نور نيوز" الإيرانية، فإن وزير خارجية إيران عباس عراقجي، سيواصل مشاوراته الإقليمية، بدءًا من العراق ثم التوجه بعد أيام إلى القاهرة حاملًا رسالة مكتوبة من الرئيس مسعود بزشكيان، بشأن الإجراءات المتخذة لتهدئة الأوضاع في المنطقة.

وأشارت إلى أنه من المفترض أن يلتقي وزير خارجية إيران عباس عراقجي، في القاهرة، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس جهاز المخابرات عباس كامل، ونظيره وزير الخارجية بدر عبد العاطي.

هل هو حل لصراع الإيراني الإسرائيلي؟

وتأتي جولات وزير الخارجية الإيراني، في ظل التصعيد الكبير الذي تشهده المنطقة، إضافة إلى ترقب طهران ردا إسرائيليا على هجومها الصاروخي قبل أسبوعين.

وفي سياق انتظار الرد الإسرائيلي، هددت إيران، السبت، تل أبيب بأنها تجهز لرد ثالث "أشد" من الهجومين السابقين مطلع الشهر الجاري وإبريل الماضي.

وقال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي، إنه "إذا ارتكبت إسرائيل وحلفاؤها أي خطأ مرة أخرى، فإن الرد الإيراني الجديد سيكون شديدا للغاية ومختلفا تماما عن العمليات السابقة"، وفق ما أوردت وكالة "مهر" الحكومية.

وزير خارجية إيران يبدأ جولة تشمل السعودية ودولا بالمنطقة

وقام وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بزيارة إلى السعودية ودولا أخرى في المنطقة اعتبارا من الثلاثاء الماضي لمناقشة القضايا الإقليمية والعمل على وقف "الجرائم" الإسرائيلية في غزة ولبنان، وفقا لما أفادت به وكالة أنباء الطلبة الإيرانية.

ووفقا لتصريحات مصادر إلى وكالة رويترز الأسبوع الماضي، فإن دول الخليج تسعى إلى طمأنة إيران بأنها ستقف على الحياد في الصراع الإيراني الإسرائيلي.

صاروخ إيراني خلال عرض عسكري - أرشيفية

ترقب وقلق إيراني

وقال موقع "ذا فري برس جورنال" إن حالة الترقب والقلق الإيراني لا تنبع من خشية "عمق الرد" الإسرائيلي فحسب، بل تتفاقم مخاوفها من الاندفاع نحو مواجهة مباشرة، تفاقم أزمتها الاقتصادية على خلفية العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.

ورجح الموقع أن تتسبب القدرات العسكرية المتفوقة لإسرائيل في إلحاق أضرار جسيمة بإيران في حال نشوب صراع مباشر.

ودلل على ذلك بتجنب إيران الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، عقب عملية السابع من أكتوبر، والاكتفاء بالمواجهة "عبر وكلائها" في المنطقة.

وانتهى اجتماع مجلس الأمن الإسرائيلي المصغر قبل يومين، دون الوصول إلى اتفاق حول ماهية وتوقيت الرد على الضربة الإيرانية.

أهداف عسكرية

وعشية هذا الاجتماع، أعلن مسؤولون أمريكيون تحديد الأهداف التي ستضربها خلال ردها على الهجوم الإيراني. ووصف هؤلاء المسؤولون، وفق وسائل إعلام غربية، بأنها أهداف تتعلق بالبنية التحتية العسكرية والطاقة الإيرانية.

‏ورغم مؤشرات على أن إسرائيل ستستهدف المنشآت النووية، أو تنفذ عمليات اغتيال، لكن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن الإسرائيليين لم يتخذوا قراراً نهائياً بشأن كيفية وموعد الرد.

ووفق "ذا فري برس جورنال" فإن الهجوم الإيراني بالصواريخ الباليستية على إسرائيل في الأول من أكتوبر كان تصعيدًا كبيرًا في الصراع بين الدولتين، ويمثل تحولا بارزا في التصعيد الذي تشهده المنطقة مع استمرار الحرب في غزة ضد حركة حماس وتوسيع العمليات العسكرية ضد حزب الله في لبنان.

وبينما تجهز تل أبيب للرد على إيران يبدو أنها ترفع من استعدادات تطوير العملية البرية في لبنان، حيث أمر الجيش الإسرائيلي في بيان السبت، سكان 22 قرية في جنوب لبنان بالإخلاء الفوري.
وقال في بيانه إن نشاط حزب الله يجبر الجيش الإسرائيلي على اتخاذ إجراءات ضده.

ووجه أهالي القرى بضرورة إخلاء منازلهم فورا، وحذر كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله أو منشآته أو أسلحته يعرض حياته للخطر.

وزير الخارجية الإيراني
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي

هجوم إيران الصاروخي ضد إسرائيل.. كل ما تريد معرفته

عشرات الصواريخ أطلقتها إيران، مساء الثلاثاء 1 أكتوبر 2024، على إسرائيل، في هجوم هو الثاني لطهران هذا العام.

ورغم إعلان إيران عن موجة ثانية حال إقدام إسرائيل على الرد على الهجوم، أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء الهجوم على البلاد.

وقال الجيش في بيان إن "الهجوم الصاروخي الإيراني انتهى وإن بمقدور الناس مغادرة الملاجئ".

وفيما لم يتضح بعد حجم الضرر الذي لحق بالهجوم، أشار المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، إلى اعتراض إسرائيل "عددا لا بأس به من القذائف الصاروخية".

ما حجم الهجوم الإيراني؟

الجيش الإسرائيلي أعلن أن إيران أطلقت نحو 180 صاروخا باليستيا باتجاه مدن إسرائيلية.

عدد يشير إلى أن هجوم الثلاثاء كان أكبر قليلا من رد أبريل، الذي شهد إطلاق إيران حوالى 350 مسيرّة متفجرة وصواريخ تم اعتراض غالبيتها من جانب إسرائيل بمساعدة دول أجنبية بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

وأظهرت اللقطات التي تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعض الصواريخ وهى تحلق فوق منطقة تل أبيب قبل الساعة 19:45 بالتوقيت المحلي بقليل (17:45 بتوقيت غرينتش).

وقال متحدث عسكري إن إسرائيل سجلت "عددا قليلا من الضربات في وسط البلاد ومناطق أخرى في جنوب البلاد". وفي الوقت نفسه، أعلنت إيران أن 80% من الصواريخ أصابت أهدافها، على حد قولها. لكن الجيش الإسرائيلي أكد أن "عددا كبيرا" من الصواريخ التي أطلقتها إيران تم اعتراضها.

لماذا هاجمت إيران إسرائيل؟

طهران قالت إن الهجوم جاء ردا على مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والقائد في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفورشان، الأسبوع الماضي، وزعيم حركة حماس إسماعيل هنية في يوليو/تموز، مهددة بشن "هجمات مدمرة" في حال ردت اسرائيل.

ويعد هذا الهجوم أحدث تصعيد في حرب الظل الطويلة الأمد بين إسرائيل وإيران.

ففيما لا تعترف طهران بحق إسرائيل في الوجود وتسعى إلى القضاء عليها، تعتقد الأخيرة أن إيران تشكل تهديدا وجوديا.

كيف عقبت أمريكا؟

 أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن، بمساعدة حليفته في الدفاع عن نفسها.

وقال بيان صادر عن البيت الأبيض، إن بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، تابعا الهجوم الإيراني على إسرائيل من غرفة العمليات في البيت الأبيض.

وأضاف البيت الأبيض "أمر الرئيس بايدن بمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الإيرانية وبإسقاط الصواريخ التي تستهدفها".

ماذا عن رد الحلفاء؟ 

في أول تعليق له، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن، قوات بلاده "بمساعدة دفاع إسرائيل" وإسقاط الصواريخ الإيرانية، وفق بيان صادر عن البيت الأبيض.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جاك سوليفان، إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل كان "غير فعال" وتم "صده".

وأضاف خلال مؤتمر صحفي "بناء على ما نعرفه في هذه المرحلة، يبدو أن هذا الهجوم صُدّ ولم يكن فعالا"، معتبرا الهجوم "تصعيدا كبيرا من جانب إيران".

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

الجيش الإسرائيلي حذر على لسان المتحدثين باسمه، من عواقب وخيمة في أعقاب الهجوم. وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري، إن الهجوم كان "خطيرا" وأن البلاد ظلت في حالة تأهب قصوى.

وأضاف "سيكون لهذا الهجوم عواقب. لدينا خطط وسنعمل في المكان والوقت الذي نحدده". وفي وقت سابق، حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، من أن إيران ستواجه "عواقب وخيمة" إذا نفذت هجوما على إسرائيل، وذلك عقب محادثة مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت.

وفي بيانه، قال الحرس الثوري الإيراني إن رد طهران سيكون "أكثر سحقا وتدميرا" إذا ردت إسرائيل.