الخارجية الأمريكية تصعد لهجتها ضد الجيش السوداني بسبب المسيرات الإيرانية
صرحت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، أن الجيش السوداني قد وضع شراء الطائرات المسيرة من إيران وروسيا في مقدمة أولوياته بدلاً من السعي لتحقيق السلام.
تحركات جديدة من أمريكا ضد الجيش السوداني
وأوضحت وزارة الخارجية في بيان لها أنها فرضت عقوبات على الفريق أول ميرغني إدريس سليمان، مدير عام منظومة الصناعات الدفاعية في الجيش السوداني، المعروف بأنه الرجل البارز للجنرال عبد الفتاح البرهان، والمسؤول المباشر عن تمويل الجهود الحربية للجيش.
يرى المراقبون أن هذا القرار يُعتبر دليلاً واضحًا على تحول جذري في الموقف الأمريكي تجاه البرهان وحكومته العسكرية، بعد تلقيهم اتهامات متكررة بأن الجيش السوداني هو المانع الرئيسي لتحقيق السلام في البلاد.
يمثل تصريح وزارة الخارجية الأمريكية اتهامًا مباشرًا بأن الجيش يسعى إلى تصعيد الحرب بدلاً من العمل على تهدئتها.
يعكس هذا التغيير في الخطاب تصميم واشنطن على تحميل البرهان مسؤولية الفشل في إنهاء الصراع، مما يوسع الفجوة في العزلة الدولية المفروضة على القيادة العسكرية في السودان.
من ناحية أخرى، أشارت تقارير محلية إلى أن استهداف الرجل القوي البرهان، الذي يشرف على الجهد الحربي، قد يؤدي إلى تقليل قدرة الجيش على تمويل عملياته العسكرية وشراء الأسلحة. كما أن هذه العقوبات قد تؤدي إلى تضييق الموارد المالية الضرورية للجيش، مما يفرض ضغطًا إضافيًا على القيادة العسكرية لإعادة تقييم موقفها والاتجاه نحو المفاوضات.
تشير العقوبات والاتهامات الأخيرة إلى أن واشنطن بدأت في اتخاذ موقف صارم تجاه البرهان والجيش السوداني، وقد تدعم جهود التفاوض لإجبار الأطراف على الوصول إلى حل سياسي، بدلاً من الاكتفاء بتنديد الانتهاكات.
بدأ الجيش مدعومًا من قوات الحركات المسلحة وعناصر المقاومة الشعبية وجهاز المخابرات العامة يخوض معارك مع الدعم السريع على مشارف الدندر في سياق أكبر عملية عسكرية ينفذها اعتبارًا من 26 سبتمبر المنصرم.
وقالت مصادر عسكرية، إن “الجيش تمكن من استرداد مدينة الدندر من قوات الدعم السريع عبر القوة العسكرية”.
وأشاروا إلى أن الجيش وحلفاءه بسطوا سيطرتهم على الدندر، بعد معارك عنيفة اُستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمدافع والمسيرات الانتحارية تحت غطاء جوي من الطيران الحربي.
وكانت قوات الدعم السريع سيطرت على الدندر في أوائل يوليو الماضي بعد معارك مع القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش، وقامت بعد ذلك بتشكيل حكومة محلية من أبناء المدينة.
وارتكبت قوات الدعم السريع انتهاكات واسعة النطاق بحق سكان الدندر وقراها التي تناهز الـ 200 قرية، بما في ذلك القتل والتشريد والنهب.
واستمر الطيران الحربي في شن غارات جوية على الدندر، خاصة قرية كامراب، التي يُروج أنصار الجيش بأنها “حاضنة لقوات الدعم السريع” نظرًا لانحدار بعض أفراد قبيلة الرزيقات منها.
شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارة جوية استهدفت قرية كامراب في ريف محلية الدندر بولاية سنار جنوب شرق السودان، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى، بينهم أطفال، بحسب شهود عيان. ولم يُعلن عن العدد الدقيق للضحايا حتى الآن.