زيارة الشرع إلى تركيا.. هل تُغيّر معادلة الأكراد في سوريا؟
![الشرع وأردوغان](/Upload/files/0/4/37.jpg)
اللقاء الأخير بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع وزيارته إلى تركيا، أثار مزيدا من الغموض حول مصير قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وسط تهديدات تركية بضرورة نزع سلاحها.
مصير قوات سوريا الديمقراطية "قسد":
وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير تشير إلى عزم الولايات المتحدة الانسحاب العسكري من سوريا، مما يضع مستقبل القوات الكردية في منطقة رمادية.
زيارة أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة، إلى تركيا تُعتبر خطوة مهمة في إعادة تشكيل العلاقات السورية-التركية، خاصة فيما يتعلق بالمسألة الكردية في سوريا.
أكد الشرع خلال لقائه مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن إدارته لن تسمح بوجود أي مجموعات مسلحة خارج سيطرة الدولة، بما في ذلك وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) التي تُعتبر المكون الأساسي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد). كما شدد على أن الإدارة السورية لن تسمح لحزب العمال الكردستاني (PKK) بتنفيذ هجمات إرهابية ضد تركيا، وستبذل قصارى جهدها لضمان أمن الحدود التركية.
هذه التطورات تشير إلى توجه مشترك بين دمشق وأنقرة للحد من نفوذ القوات الكردية المسلحة في شمال وشرق سوريا، مما قد يؤدي إلى تغييرات جوهرية في معادلة القوى في تلك المناطق.
من هم الأكراد؟
الأكراد في سوريا هم إحدى أكبر الأقليات العرقية في البلاد، حيث يُقدَّر عددهم بنحو 1.5 إلى 2 مليون نسمة، أي حوالي 7-10% من سكان سوريا.
يتمركز معظمهم في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية، خاصةً في محافظة الحسكة، ريف حلب، والرقة، بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل عفرين وكوباني (عين العرب) والقامشلي.
ما مستقبل الأكراد في سوريا؟
الأكراد في موقف حساس بين عدة قوى دولية وإقليمية، وقد يكون مستقبلهم مرتبطًا بمصير التسوية السياسية في سوريا، ومدى قدرتهم على الحفاظ على نوعٍ من الحكم الذاتي في ظل الضغط التركي والسوري
تركيا مستمرة في محاربة الأكراد داخل وخارج حدودها، سواء من خلال القصف الجوي في العراق وسوريا أو العمليات البرية.
سوريا تحاول إعادة السيطرة على مناطق الأكراد، لكن بشكل تدريجي ودون مواجهة مباشرة مع "قسد".
الأكراد في سوريا وتركيا يواجهون مستقبلًا غامضًا بين التفاهمات الدولية والتحديات السياسية والعسكرية.
الموقف الأمريكي والروسي:
- واشنطن: دعمت "قسد" في الحرب ضد داعش، لكنها لم تمنح الأكراد ضمانات طويلة المدى ضد تركيا.
- موسكو: تحاول تحقيق توازن بين الأكراد وتركيا، وعرضت عليهم الحوار مع دمشق بدلاً من البحث عن الاستقلال.
مقارنة بين الأكراد في سوريا وتركيا
العنصر | الأكراد في سوريا 🇸🇾 | الأكراد في تركيا 🇹🇷 |
---|
العدد | 1.5 - 2 مليون نسمة (7-10% من السكان) | 15 - 20 مليون نسمة (15-20% من السكان) |
أماكن التواجد | شمال وشمال شرق سوريا (الحسكة، القامشلي، كوباني، عفرين) | شرق وجنوب شرق تركيا (ديار بكر، أورفة، فان) وأيضًا في إسطنبول وأنقرة |
الوضع القانوني | حصل البعض على الجنسية بعد 2011، لكن قبل ذلك كان العديد منهم بدون حقوق مدنية | مواطنون أتراك، لكن عانوا من التمييز اللغوي والسياسي لسنوات |
الحقوق الثقافية | تمتعت اللغة الكردية بحرية أكبر بعد 2011 في مناطق الإدارة الذاتية | محظورة رسميًا لسنوات، لكن تم السماح بها جزئيًا في العقدين الأخيرين |
التنظيمات السياسية والعسكرية | "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) و"وحدات حماية الشعب" (YPG) | "حزب العمال الكردستاني" (PKK) و"حزب الشعوب الديمقراطي" (HDP) |
العلاقة مع الدولة | توتر مع النظام السوري، لكن دون مواجهة مباشرة كبيرة | صراع طويل مع الحكومة التركية بسبب "PKK" |
الدعم الخارجي | دعمتهم أمريكا في الحرب ضد داعش، وروسيا تفاوض معهم أحيانًا | لا يوجد دعم دولي رسمي، لكن لديهم علاقات غير رسمية مع بعض القوى |
الوضع العسكري | يسيطرون على أجزاء من شمال شرق سوريا ضمن "الإدارة الذاتية" | يخوضون نزاعًا مسلحًا مع الجيش التركي منذ 1984 |
التدخلات التركية | تركيا شنت عمليات عسكرية ضد "قسد" وسيطرت على مناطق مثل عفرين وتل أبيض | تركيا تشن حملات عسكرية ضد "PKK" داخل وخارج أراضيها |
المستقبل | مستقبل غير واضح بسبب الضغوط من تركيا ودمشق | قد يستمر الصراع مع الدولة التركية إذا لم تحدث تسوية سياسية |