بعد تعيينه قائدًا للجيش اللبناني.. من هو العماد رودولف هيكل؟

في ظل الأوضاع المتوترة التي يشهدها لبنان، أصدر رئيس الحكومة اللبنانية مرسوماً بتعيين العماد رودولف هيكل قائداً جديداً للجيش اللبناني، ليشغل منصباً بالغ الأهمية في مرحلة حساسة تمر بها البلاد.
يتمتع العماد هيكل بخبرة طويلة في المجال العسكري، حيث تقلد العديد من المناصب القيادية داخل المؤسسة العسكرية، وكان له دور بارز في العمليات الأمنية ومكافحة الإرهاب.
من هو قائد الجيش اللبناني الجديد؟

ولد رودولف هيكل في عام 1969 في العاصمة بيروت، وهو من أسرة مسيحية مارونية تنحدر من قرية "عقتنيت" في قضاء صيدا جنوب لبنان
وجرى العرف، منذ اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، أن يكون منصب قائد الجيش – وكذلك رئيس الجمهورية - من نصيب أبناء الطائفة المسيحية المارونية.
يعد هيكل القائد رقم 15 للمؤسسة العسكرية اللبنانية.
حصل على شهادة البكالوريا اللبنانية، ثم إجازة جامعية في العلوم العسكرية، كما حصل على دبلومة تنفيذية في الدراسات العسكرية والاستراتيجية، ويجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية، فضلا عن لغته الأم العربية. وهو متزوج وله ولدان.
تطوع هيكل في الجيش اللبناني بصفة تلميذ ضابط، والتحق بالكلية الحربية اعتباراً من عام 1990.
تدرج في الرتب العسكرية بدءا من ملازم عام 1994 وصولا إلى رتبة عميد ركن عام 2018، ورقي إلى رتبة العماد وتولى قيادة الجيش، في 13 من مارس/ آذار من العام الجاري 2025.
من هو رودولف هيكل؟

أثناء تدرجه في المناصب العسكرية، تولى هيكل قيادة اللواء الأول في الجيش اللبناني، كما تولى قيادة منطقة جنوبي الليطاني، حيث يعزز الجيش انتشاره منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف النار بين حزب الله وإسرائيل في 27 تشرين الثاني/نوفمبر. وقبل توليه قيادة الجيش مباشرة، كان هيكل يشغل منصب مدير العمليات في الجيش اللبناني.
ويأتي تعيينه في وقت يواجه فيه الجيش اللبناني تحديات جسيمة، تتراوح بين ضبط الأمن الداخلي، ومواجهة التهديدات الإقليمية، إضافة إلى التعامل مع الأزمة الاقتصادية التي أثرت على قدرات الجيش وتسليحه.
منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية في لبنان، تعرض الجيش لضغوط غير مسبوقة، حيث انخفضت موازنته، وتأثر مستوى الدعم اللوجستي والتسليح.
ويُنظر إلى العماد هيكل كشخصية قادرة على التعامل مع هذه التحديات، من خلال تعزيز التعاون مع الجهات الدولية الداعمة للجيش، ومحاولة إيجاد حلول تضمن استمرارية المؤسسة العسكرية في القيام بمهامها الأساسية.
ومن أبرز الملفات التي تنتظر القائد الجديد، ضبط الحدود ومكافحة عمليات التهريب، إضافة إلى الحفاظ على الاستقرار الداخلي وسط التجاذبات السياسية القائمة.
كما يُتوقع أن يسعى إلى تحسين أوضاع الضباط والجنود الذين يعانون من تداعيات الأزمة الاقتصادية، لا سيما في ظل تراجع قيمة الرواتب وارتفاع تكاليف المعيشة.
ويحظى العماد هيكل بدعم داخلي ودولي، حيث تُراهن الأوساط السياسية والعسكرية على قدرته في الحفاظ على استقرار المؤسسة العسكرية كعامل توازن أساسي في المشهد اللبناني.
ومع ذلك، فإن نجاحه سيعتمد إلى حد كبير على مدى قدرته على تجاوز العقبات السياسية والاقتصادية التي تواجه لبنان في المرحلة الراهنة.