خطة رباعية لإنقاذ فلسطين.. وقف الإبادة ورفض التهجير وبناء الوحدة

تأتي هذه الدورة في وقت تتعرض فيه القضية الفلسطينية لأحد أخطر مراحلها، حيث تستمر إسرائيل في تنفيذ مخططات تهويد القدس، وتوسيع الاستيطان غير الشرعي، وشن عمليات عسكرية متواصلة في قطاع غزة، كان آخرها الهجمات التي خلّفت مئات الشهداء والجرحى.
سياق انعقاد الدورة الـ32: مرحلة مفصلية للقضية الفلسطينية
تنعقد الدورة الثانية والثلاثون للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله، وسط ظروف بالغة التعقيد تمر بها القضية الفلسطينية، بالتزامن مع تصعيد مستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية.
الجلسة تُعقد على الهواء مباشرة، حيث ألقى رئيس فلسطين محمود عباس كلمة وصفها المراقبون بأنها "حاسمة"، في ظل التطورات المتسارعة، وتفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية.
في الضفة الغربية، تواصل سلطات الاحتلال تقطيع أوصال المدن والقرى الفلسطينية عبر إقامة الحواجز الإسمنتية، والبوابات الحديدية، مثلما حدث مؤخرًا في مخيم جنين، ما يشكّل محاولة مستمرة لعزل الفلسطينيين جغرافيًا، والتضييق عليهم ميدانيًا وسياسيًا.
تأتي هذه الدورة في وقت حساس، حيث تحاول القيادة الفلسطينية حشد الدعم الإقليمي والدولي، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، في وجه مخططات تهدف إلى طمس الهوية وتكريس الاحتلال.
في لحظة وُصفت بأنها "تاريخية ومفصلية"، بينما تتعرض القضية الفلسطينية لأشرس هجمة منذ نكبة 1948، وفقًا لما جاء في الخطاب المطوّل للرئيس محمود عباس.
وفي ظل التهجير القسري، والإبادة الجماعية في قطاع غزة، والانتهاكات المستمرة في الضفة الغربية، أكّد عباس أن ما يحدث هو "نكبة متجددة" تهدف لتصفية الوجود الفلسطيني بالكامل.
خلال كلمته، حدد الرئيس الفلسطيني أربع أولويات وطنية ملحّة، أولهما وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وانسحاب الاحتلال بشكل كامل من أراضي القطاع، ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية اللازمة من غذاء ودواء ووقود، بما يهيّئ لبدء عملية إعادة الإعمار، ورفض التهجير القسري أو الطوعي، والتنسيق مع مصر والأردن لحماية الفلسطينيين داخل وطنهم، حماية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر وطني، والعمل على إنهاء الاحتلال وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
وأكد عباس أن ما يجري هو نكبة جديدة تستهدف الهوية والوجود الفلسطيني، مشيرًا إلى أن أكثر من 200,000 مواطن بين شهيد وجريح، منهم، 18,000 طفل و12,500 امرأة و3,500 مسن و11,000 مفقود، بينهم 4,700 طفل و2,165 عائلة أُبيدت بالكامل، بالإضافة لتدمير أكثر من ثلثي المساكن والمنشآت في غزة
القدس والخليل: تهويد واستهداف للمقدسات
هاجم عباس بشدة سياسات الاحتلال في القدس والخليل، مشيرًا إلى اقتحامات المسجد الأقصى والاعتداءات على كنيسة القيامة ومحاولات فرض واقع جديد في الحرم الإبراهيمي ومنع رفع الأذان وفرض سيطرة المستوطنين.
وأكد أن إسرائيل تسعى لفرض واقع ديمغرافي وديني مختلف عبر سياسات ممنهجة تستهدف الوجود الفلسطيني بكامله.
الضفة تحت الحصار: 900 حاجز، وجدار فصل، ودمار شامل
استعرض عباس حجم الدمار في الضفة الغربية، وهو 600 منزل دُمّر في جنين، 2,573 منزل دُمّر في طولكرم، 45,000 نازح في الضفة بسبب العدوان الإسرائيلي، موضحًا أن الاحتلال يستخدم الحصار والعنف والاستيطان والتقطيع الجغرافي لتصفية الوجود الفلسطيني.
الوحدة الفلسطينية… أو الطوفان
وجّه عباس نقدًا حادًا لحركة حماس، معتبرًا أن الانقسام الحاصل منذ انقلاب 2007 ساهم في تعقيد المشهد الفلسطيني، وطالبها بتسليم قطاع غزة بالكامل إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، بما يشمل وحدة السلاح والسيادة والقرار السياسي.
وشدد على أن الدولة لا تقوم بسلاحين ولا سلطتين، وقال: “من يعتبر شعبه (نحن وهم) ليس أمينًا عليه”.