ليس أمامهم سوى الهرب دون هدف وبلا نهاية.. معاناة الفلسطينيون في غزة
"ليس أمامهم سوى الهرب دون هدف وبلا نهاية.. معاناة غير مسبوقة يتعرض لها الفلسطينيون في غزة"، فأوامر الإخلاء الإسرائيلية تركت مئات الآلاف من النازحين بلا مأوى، سوى من مناطق غير آمنة ومحدودة المساحة يعيشون فيها في حيرة من أمرهم حول وجهة نزوحهم التالية".
أوامر الإخلاء الإسرائيلية
وأكدت المنظمات الأممية أن أوامر الإخلاء التي صدرت في شهر أغسطس الجاري أدت إلى نزوح نحو 250 ألف شخص من سكان القطاع، ليس هذا فحسب بل إن بعضهم أجبر على النزوح لأكثر من 15 مرة في ظل عدم وجود أي مقومات للحياة وتهديدات القصف المستمر.
وبالنظر إلى الخريطة التي نشرها جيش الاحتلال يتضح أن المناطق التي طالب سكانها بإخلائها في أغسطس تقع ضمن المنطقة الإنسانية الآمنة التي حددها الاحتلال في بداية الحرب والتي استمر بتقليصها تدريجيا بل ونفذ غارات داخلها أسفر عن استشهاد مئات النازحين.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن أوامر الإخلاء القسري، التي يُصدرها الجيش الإسرائيلي أصبحت حدثا يوميا لمواطني قطاع غزة، الذين يضطرون إلى المغادرة من أجل النجاة بأرواحهم.
وأضافت الأونروا في منشور على حسابها عبر منصة "إكس"، اليوم الاثنين، أن العائلات تضطر إلى الانتقال مرارًا وتكرارًا، مع العلم أن الأمان غير موجود في أي مكان بقطاع غزة.
وجددت الوكالة الأممية المطالبة بـ"وقف فوري" لإطلاق النار في قطاع غزة الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي مدمر منذ 10 أشهر.
وتواصل قوات الجيش هجومها برا وبحرا على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن مقتل 39,363 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 90,923 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
“الأونروا”: سكان قطاع غزة منهكون ويضطرون كل يوم تقريبا للفرار
أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أن سكان قطاع غزة منهكون ويضطرون كل يوم تقريبا للفرار من ملاجئهم المؤقتة دون أن يجدوا مكانا آمنا للذهاب إليه.
قالت مدير الإعلام في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة "الأونروا" إيناس حمدان، إن الأوضاع في غزة لا يمكن تحملها خاصة مع استمرار صدور أوامر الاخلاء من قبل الاحتلال الإسرائيلي والتي تضطر الآلاف من الفلسطينيين للنزوح المتكرر والذي يعد رحلة عذاب في ظل الظروف غير الانسانية.
وقال المرصد العربي لحقوق الإنسان، إن أوامر الإخلاء القسري التي أصدرها الجيش الإسرائيلي شمالي رفح وجنوبي خانيونس تعد جريمة ثلاثية الأركان.
ودان المرصد في بيان اليوم الأحد، طرد الفلسطينيين المنهجي من منازلهم وأماكن عيشهم، وحصر مئات الآلاف منهم في نطاق جغرافي محدود يجري تقليصه باستمرار واستهدافه بشكل متعمد ومباشر من الجو والبر والبحر، محذرا من التصعيد الإسرائيلي وإصراره على ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية.
وأكد المرصد، أن أوامر الإخلاء التي أصدرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس السبت، التي شملت السكان المدنيين في أحياء "الحشاش" و "مصبح" في رفح، و"المنارة" و"السلام" و"قيزان النجار" و"قيزان أبو رشوان" و"جورة اللوت" في خانيونس، تعتبر وفقا لأعراف المحكمة الجنائية الدولية من الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب لأغراض سياسية أو عرقية أو دينية في إطار هجوم واسع النطاق، وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، وتنتهك حزمة واسعة من كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأضاف، إن تكرار جرائم الجيش الإسرائيلي في منطقة "المواصي" للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، ما هو إلا وحشية صادمة وحلقة جديدة في سلسلة جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني والإنسانية جمعاء.
وجدد المرصد، دعوته إلى تحرك دولي عاجل لإنهاء هذا الهجوم فورا، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في ظل ما يعانيه من تهجير قسري في هذه المنطقة الجغرافية محدودة المساحة مع تشديد الحصار عليها واستمرار استهدافها بشكل مباشر ومتعمد بالقصف الجوي والقصف المدفعي من الدبابات والزوارق الحربية.