عام على طوفان الأقصى.. صدمة لإسرائيل و تضامن عالمي (من المنتصر؟)

"طوفان الأقصى" أعاد الحياة لغزة وللقضية الفلسطينية

هل انتصرت حماس أم إسرائيل؟

الإسرائيليين يعتبرون أن حماس انتصرت

طوفان الأقصى أقسى ضربة لإسرائيل

كان الهجوم العسكري "طوفان الأقصى" من قبل المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر أقسى ضربة تتلقاها إسرائيل منذ عقود، وكشفت العوار بالجانب الإسرائيلي، بدون النظر إلى العمليات العسكرية والعنف الإسرائيلي والقصف المتواصل على سكان غزة، فأنه كان يمكن القول أن المقاومة الفلسطينية حققت انتصار ولكن الحرب مازالت مستمرة ووصل عدد القتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة لما يقارب الـ42 ألف قتيل وما يزيد عن 100 ألف مصاب.

والحرب التي تخوضها إسرائيل الآن هي أطول حرب مستمرة في تاريخها على غزة التي أحتلت مرتين، مثل هذه الحوادث إنما حصلت بسبب حالة التمزق السياسي/الاجتماعي داخل إسرائيل؛ نتيجة الخسائر التي لحقت بالجيش والمستوطنين على يد المقاومة الإسلامية، والتي ساهمت وتساهم في انخفاض مقبولية اليمين المتطرف والليكود وزعيمه.

بدأ الهجوم بشكل مفاجئ وغير متوقع، حيث قامت حركة  وفصائل فلسطينية أخرى بشن هجوم واسع النطاق على إسرائيل من قطاع غزة، في الساعات الأولى من الصباح، بشكل منسق، وتضمن إطلاق الصواريخ، وهجمات برية باستخدام أنفاق ومظلات ومركبات إلى مستوطنات ونقاط عسكرية على طول الحدود.

وبعد مرور عام لا تزال الأوضاع في كل من إسرائيل والقطاع، تعكس تداعيات الصراع العنيف الذي جرى، لا سيما في غزة، التي تعيش اليوم أزمة إنسانية غير مسبوقة، بحسب منظمات أممية.

فوائد الهجوم

يرى البعض أن الهجوم كانت له فوائد على صعيد "النضال" الفلسطيني، والتأكيد بأن مطالبة الفلسطينيين بحقوقهم مستمرة، خاصة في قطاع غزة الذي يشهد حصارا غير مسبوق منذ 18 عاما، ويتحدث البعض بأنه يمكن وضع هجوم "طوفان الأقصى"، ضمن أربع محطات مهمة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية.

ولن يكون هجوم "طوفان الأقصى" الأول أو الأخير في طريق الفلسطينيين للحصول على حقوقهم، حيث إن المحطة الأولى في تاريخ الصراع هي ولادة منظمة التحرير وانطلاقة الثورة التي توجت بمعركة الكرامة، ووجهت ضربة موجعة لإسرائيل بفضل الجيش العربي الأردني، وهو ما أكد به أحد الخبراء السياسيين

صدمة لإسرائيل و تضامن عالمي

طوفان الأقصى صدمة لإسرائيل وكسرت التفوق، أثمرت عن مجموعة من الإنجازات

عملية طوفان الأقصى شكلت صدمة لإسرائيل وكسرت التفوق، أثمرت عن مجموعة من الإنجازات، وأدت إلى تضامن عالمي من قبل شعوب الولايات المتحدة وأوروبا مع معاناة الفلسطينيين في غزة.

خرجت مئات التظاهرات في الشوارع في الكثير من مدن العالم للتنديد باستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ورفع الأعلام الفلسطينية جاء في الكثير من المدن العربية والأوروبية، حيث خرجت مظاهرات لدعم الشعب الفلسطيني أمام السفارات والمقار الرسمية للحكومات والشخصيات المهمة وفي الشوارع الأوروبية، فضلًا عن الجامعات الأوروبية والأمريكية والتي شهدت تظاهرات بشكل كبير جدًا، رغم تعنت بعض السلطات في تلك البلدان لهذه المظاهرات، إلا أنها لا تزال مستمرة في كل أسبوع.

وعلى المستوى الدبلوماسي، حصلت فلسطين على الدعم الدولي من قبل الحكومات والدبلوماسيات على مستوى العالم، وهو ما ظهر جليًا في خطابات المسؤولين ووزراء خارجية الدول وأصحاب القرار، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو بالجاامعة العربية.

هل حماس انتصرت أم إسرائيل؟

خالد مشعل: "طوفان الأقصى" أعاد الحياة لغزة وللقضية الفلسطينية وأعاد إسرائيل لنقطة الصفر وتشهد أزمة وجودية، غيرت كل عناصر المشهد التي كانت في حالة سكون وموت.

في الذكرى السنوية الأولى لهجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، اعتبر رئيس الحركة في الخارج خالد مشعل أن إسرائيل فشلت في القطاع على مر عام كامل.

وقال في خطاب مصور اليوم الإثنين:" نبارك لأهل غزة صمودهم"، معتبرًا أن إسرائيل فشلت في غزة خلال عام كامل

كما وجه التحية "لمن ساند غزة في لبنان وإيران واليمن والعراق وضحوا من أجلنا، وعلى رأسهم حسن نصرالله، زعيم حزب الله" وفق تعبيره.

رأى “مشعل”، أن مكاسب هجوم السابع من أكتوبر ستمتد على المنطقة بأكملها، معتبرا أنه أعاد القضية الفلسطينية إلى الصدارة على الرغم من التضحيات الهائلة. 

وأضاف أن "طوفان الأقصى" أعاد الحياة لغزة وللقضية الفلسطينية، معتبرًا أن حماس أعادت إسرائيل إلى نقطة الصفر، وباتت تعيش أزمة وجودية، وهز ثقة الإسرائيليين بالنفس.

وشدد على أن الإسرائيليين يعتبرون أن حماس انتصرت، مؤكدًا أن الهجوم أظهر صورة إسرائيل على حقيقتها أمام العالم، و"عكس ابداع المقاومة" وفق تعبيره

وطالب “مشعل”، بفتح جبهات جديدة لإسناد حماس في غزة، متابعًا: “إسرائيل فشلت على أرض غزة وستزول عما قريب”، عملية طوفان الأقصى غيرت كل عناصر المشهد التي كانت في حالة سكون وموت.